قدم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تهانيه إلى الوافد الجديد لقصر الإليزيه فرانسوا هولاند، بعد يوم من انتخابه رئيسا للجمهورية الفرنسية، مؤكدا في برقية وجهها له، عقب ظهور نتائج الانتخابات، استعداد الجزائر لتقوية التعاون الجزائري الفرنسي وجعله يواكب مستوى إمكانات البلدين. عبر الرئيس بوتفليقة باسمه الخاص وباسم الجزائر حكومة وشعبا، عن تهانيه الحارة لفرانسوا هولاند بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية الفرنسية، متمنيا له النجاح في الاضطلاع بالمهام السامية التي أوكلت إليه، ومعربا عن استعداده لترقية التعاون بين البلدين، بقوله: «هذا وأعرب لكم عن تمام استعدادي للعمل معكم من أجل تعاون جزائري - فرنسي يكون في مستوى إمكانات البلدين ويتساوق مع ما لعلاقاتنا من بعد إنساني ومع الشراكة الاستثنائية التي نطمح إلى بنائها». وتجمع فرانسوا هولاند بالجزائر علاقات تمتد إلى أيام الدراسة، حيث أقام أكثر من ثمانية أشهر في السفارة الفرنسية بالجزائر حين كان طالبا بالمدرسة الوطنية للإدارة، تعرف من خلالها على الجزائر عن قرب، وأدرك أهمية الجزائر الاقتصادية والسياسية بالنسبة لفرنسا. وعبر هولاند في العديد من المناسبات عن رفضه للنظام الاستعماري، الذي يصفه بأنه كان نظاما قمعيا وغير عادل، فحرب الجزائر حسب هولاند خلفت تراجيديا إنسانية، وهذه الحقيقة لا تعني إضافة المآسي إلى الآلام ولكنها اعتراف بضحايا هذه الفترة. ودافع هولاند بشدة عن إلغاء قانون 28 فيفري 2005 الذي يدعو لتمجيد الاستعمار، حيث جند الحزب الاشتراكي الذي كان يرأسه هولاند آنذاك كل نوابه من أجل إلغاء المادة الرابعة التي تعترف بالدور الإيجابي للاستعمار، وانتهى الأمر بالرئيس شيراك لإلغاء هذا القانون. وأثناء زيارته للجزائر في نهاية 2010 بدعوة من حزب جبهة التحرير الوطني، ترك فرانسوا هولاند انطباعا حسنا في الساحة السياسية الجزائرية، عندما ألمح إلى أن فرنسا ستعترف بجرائمها المرتكبة في الجزائر أثناء الفترة الاستعمارية. جدير بالذكر، أن العلاقات الجزائرية الفرنسية تميزت في ظل ولاية الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، بكثير من المد والجزر بين البلدين، فرغم تبادل الزيارات على أعلى مستوى بين رئيسي البلدين، إلا أن البرود في العلاقات بقي يميز المشهد خاصة في السنوات الأخيرة، حيث كان الجدل حول التركة الثقيلة التي خلفها الاستعمار الفرنسي في الجزائر، يعيد الخلافات المتكررة إلى السطح دائما.