قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، إن القتال كان شديدا للغاية في بعض المناطق السورية وإنه في بعض الاحيان يمكن وصف الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد بأنها حرب أهلية محدودة. وقال جاكوب كيلينبرجر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر، إن المواقع الساخنة مثل حمص في وقت سابق من العام وبلدة إدلب الشمالية في وقت أقرب تنطبق عليهما ثلاثة معايير تضعها اللجنة لتعريف الصراع المسلح غير الدولي وهي الشدة والفترة الزمنية ومستوى تنظيم المسلحين الذين يقاتلون القوات الحكومية، كما تواصلت بعثة المراقبين الدوليين فى سوريا مراقبة خطة السلام المتعثرة التى طرحها المبعوث الدولي كوفي عنان. جاءت تصريحات كيلينيرجر في وقت قالت فيه الحكومة السورية إن الناخبين أقبلوا بأعداد كبيرة على الادلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية تعتبرها ركيزة أساسية في برنامجها الاصلاحي، لكن أنصار المعارضة وصفوها بأنها زائفة وأفادوا بوقوع مزيد من القتال بين المعارضين المسلحين والقوات الموالية للرئيس بشار الاسد. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن الأسرة الدولية تقوم ”بسباق مع الزمن” لتحاشي اندلاع حرب أهلية في سوريا. وفي خطاب ألقاه عشية اجتماع لمجلس الأمن حول سوريا، ندد بان ب ”وحشية” قوات الرئيس بشار الأسد، وأشار أيضا إلى أن الهجمات التى تنفذها المعارضة المسلحة قد تكثفت. وقال: ”نحن نقوم بسباق مع الزمن لتحاشي وقوع حرب أهلية حقيقية مع سقوط ضحايا بأعداد كبيرة”، معتبرا أيضا أن الحكومة السورية قد تستغل وجود مراقبي الأممالمتحدة لمواصلة قمعها. وتقدر الأممالمتحدة بأكثر من تسعة آلاف شخص عدد الذين قتلوا فى سوريا منذ بدء الأزمة في مارس 2011. وأضاف بأن فى هذا الخطاب الذي ألقاه أمام معهد ”أتلانتك كاونسل” للأبحاث فى واشنطن أن ”الحكومة السورية تواصل قمع شعبها”. وأوضح أن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التطبيق في 12 أفريل غالبا ما ينتهك بالرغم من وجود أكثر من ستين مراقبا للأمم المتحدة. وأشار إلى أن عدد المراقبين ال300 الذي وافق مجلس الأمن على إرسالهم إلى سوريا سيكتمل قبل نهاية الشهر. وأكد ”أنها مهمة صعبة في ظرف صعب ندرك المخاطر التي سيواجهها هؤلاء المراقبون الشجعان. نعلم أن المواطنين السوريين الذين يتحدثون إليهم قد يتعرضون لأعمال انتقامية ونعلم طبيعة النظام الذي قد يستغل وجود البعثة (الأممالمتحدة) كي يخطط لأعمال عنف أخرى” . وجدد بان التأكيد على أنه يتوجب على الحكومة السورية أن تطبق النقاط الست من خطة وسيط الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان ”بدون المزيد من التأخير”. وقدم كوفي عنان تقريرا جديدا عن وساطته أمام مجلس الأمن أمس الثلاثاء من خلال الفيديو من جنيف. و أعرب السفير أحمد بن حلى، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أمله في توقف القتل والعنف في سوريا، بهدف إطلاق حوار وطني بين المعارضة والنظام السوري، كما تنص مبادرة المبعوث الأممي والعربي المشترك كوفى عنان. وقال بن حلى في تصريحات له الاثنين، إن توقف العنف في سوريا شرط للبدء في الحوار الوطني، فلا يمكن الحديث عن أي حوار سياسي وهناك أعمال عنف وقتل في الأراضي السورية، كما عبر نائب الأمين العام للجامعة العربية عن أسفه الشديد لاستمرار أعمال العنف والقتل في سوريا. وبخصوص المؤتمر الذي سيعقد منتصف الشهر الجاري لتوحيد رؤى المعارضة السورية، قال ابن حلى، وفق قرار مجلس الجامعة، إن المؤتمر سيضم مختلف أطراف المعارضة السورية، سواء في الداخل أو الخارج، كاشفا عن أن عدد من قوى المعارضة السورية قد عقدت اجتماعا قبل أيام في جنيف بمشاركة الجامعة العربية، للنظر في ذات الشأن.