لم تبتسم الانتخابات التشريعية لنقابيين وناشطين جمعويين ذاع صيتهم في الدفاع عن حقوق العمال وفئات المجتمع، حيث لم يحققوا ذات النجاح الذي شهدوه في مجال العمل النقابي، غير أن خيبة الأمل التي تلقاها رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ ورئيس المجلس الوطني لقطاعات التلاميذ والقيادي الأول لمجلس ثانويات الجزائر وآخرون أعطتهم دافعا أكثر للنضال للدفاع عن الموظف الجزائري والتلميذ والأستاذ خارج أروقة البرلمان، بعدما تبخر حلم الوقوف جنبا بجنب مع الوزراء والحكومة تسهل عليهم توصيل انشغالاتهم. رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، رشح نفسه على رئيس قائمة حزب "الكرامة" على مستوى ولاية بجاية، قال وبعد تعليق النتائج التي كانت مخيبة للآمال "إن اللسان عجز عن الكلام" مضيفا وفي تصريح ل"الفجر" أن ترشحهم للانتخابات التشريعية التي عرفتها الجزائر أول أمس، من شمالها إلى جنوبها وشرقها إلى غربها كان هدفها إصلاح المنظومة التربوية والدفاع بدرجة أولى عن أكثر من 8 ملايين عامل وإيصال انشغالات الاولياء ومشاكلهم الى السلطة عبر إصلاحات هادفة ودفع عجلة المنظومة إلى الأمام من خلال الاحتكاك بالوزراء والحكومة. غير أن الأمل لم يتحقق على حد قول أحمد خالد بعدما لم تتجاوز نسبة المشاركة في ولاية بجاية 25 بالمائة، أرجع أسبابها الى عدم وجود وعي سياسي لدى الشعب كافة من جهة وعدم وجود وعي كفيل بالخروج للتصويت للذين يخدمون البلاد، وهذا في الوقت الذي حقق والافلان والارندي الصدارة في ولايته التي ترشح فيها وحسبه تلبية لنداء العديد من أولياء التلاميذ وكل من ساندوه والذي اغتنم الفرصة ليثمن وقوفهم بجانبه. هذا، وشاءت الصدف أن يترشح رؤساء نقابات أخرى في ذات الولاية ولكن لحزب مغاير تتمثل في الحزب الاشتراكي العمالي. ويتعلق الأمر برئيس المجلس الوطني لقطاع البلديات علي يحيى، الذي طلق العمل النقابي لفترة معينة من أجل توجيه رسالة إلى الرأي العام والسلطة. وعلق علي يحيى في تصريح ل"الفجر" أنهم كانوا يتوقعون عدم الفوز، وهدفهم في الترشح لم يكن من أجل نيل مقاعد بالبرلمان". وهو نفس ما ذهب إليه زميله النقابي، عاشور إيدير، القيادي الأول لمجلس ثانويات الجزائر والذي ترشح لنفس الحزب مؤكدا أن ترشحه هو من أجل التقرب من الشعب أكثر واستغلال الحملة الانتخابية لتوسيع عملهم النقابي، ومن أجل التأكيد أن التغيير لن يكون عن طريق الانتخابات، بل عن طريق النضال اليومي الذي يقومون به والذي سيستمر على حد قوله الى غاية تحقيق كل اللوائح المطلبية العالقة. ونفس حلم النجاح الذي يسعى من خلاله نقابيون آخرون عاشت نقاباتهم على الأعصاب من أجل معرفة زملائهم باعتبار أن فوزهم سيكون إضافة إيجابية للنقابة حسبما نقله رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية، بوجناح عبد الكريم، الذي نقل أن نحو 30 نقابيا ترشحوا في تنظيمه، منهم 5 على رأس القوائم وفي مختلف الأحزاب.