لقيت فتاة في السابعة عشرة من العمر حتفها وأصيب رجلان وثلاث نساء كلهم من عائلة واحدة بجروح متفاوتة الخطورة، جراء سقوط بناية من ثلاثة طوابق واقعة في شارع يوسف قديد بقلب السويقة وسط مدينة سكيكدة. خلف الحادث استياء كبيرا في أوساط سكان المدينة الذين تجمعوا منذ ليلة أول أمس حول مكان الواقعة للاستفسار عن أسبابها، وعلمت الفجر أن مصالح الأمن فتحت تحقيقا قضائيا لتحديد أسباب هذا الانهيار الذي تم بعد أن قام صاحب مسكن ملاصق للعمارة المنهارة بهدم مسكنه القديم ومباشرة أشغال تسطيح وحفر عميق لبناء مسكن جديد. وتشك المصالح التقنية في أن ضررا لحق بأساسات العمارة المنهارة المتكونة من الحجارة و هو ما أدى إلى سقوطها في الوقت الذي تعكف فيه لجنة للتحقيق على جمع كل المعلومات والمعطيات التقنية وغيرها لتكوين ملف دقيق حول الحادثة التي خلفت ردود فعل واسعة في أوساط المواطنين. ويشار إلى أن عدة انهيارات مماثلة للمباني القديمة الواقعة في النابوليتان وزقاق عرب والسويقة وفي المدينة القديمة قد وقعت بعد أن رخصت المصالح التقنية للبلدية والدائرة للسكان المجاورين لها بهدم بناءاتهم لإعادة بناء مساكن جديدة وكان يفترض أن تمنع السلطات الولائية مثل هذه التراخيص نهائيا، لأن عملية الحفر والهدم في حد ذاتها أصبحت تشكل خطرا على المباني القديمة وتساهم في تفكيك الأساسات وتصدع الجدران في الوقت الذي تصاعدت احتجاجات السكان والجمعيات المحلية العاملة في حقل السكن والعمران، مطالبة بضرورة تخصيص برنامج حقيقي لإسكان حوالي ألفي عائلة تقطن في المباني القديمة، خاصة وأن وزارة السكن خصصت 150 مليار سنتيم لتهيئة هذه المباني. وفي السياق ذاته، سبق أن مصالح مراقبة البناءات قد وضعت هذه العمارة منذ سنة 1984 في خانة البناءات المهددة بالانهيار. وتنقلت مصالح الحماية المدنية والأمن والمصالح التقنية للبلدية والدائرة فور إخطارها بالحادث إلى عين المكان، حيث تم إجلاء الفقيدة والجرحى وإخراج العائلات القاطنة بالمباني المجاورة في إجراء احترازي، خشية استمرار الانهيارات في هذه المباني، التي يرجح أن يعود تاريخ إنشائها إلى بداية الخمسينيات من القرن ما قبل الماضي، كما تنقل والي الولاية، محمد بودربالي، إلى عين المكان، حيث أمر بإعادة إسكان العائلة المنكوبة فورا والتي فقدت كذلك أثاثها وأغراضها المنزلية التي ردمت تحت أكوام الأتربة والحجارة.