أدانت محكمة الجنح بعبان رمضان في العاصمة، مؤخرا، المتهمين الثلاثة بمحاولة تهريب فتاة داخل الصندوق الخلفي لسيارة، أحدهم ب18 شهرا حبسا غير نافذة و 100 ألف دج غرامة مالية لكل واحد منهم، ويتعلق الأمر بكل من المتهم الرئيسي الذي حاول تهريب نسيبته البالغة من العمر 16 سنة ووالدتها وأخيها. وكانت مصالح الأمن قد ألقت بميناء الجزائر على شخص مغترب وهو يحاول تهريب أخت زوجته داخل الصندوق الخلفي لسيارته، ووجهت إلى المتهمتهمتي التهريب الدولي للمهاجرين وتعريض حياة قاصر للخطر. وعثرت أفراد أمن الميناء على فتاة تبلغ من العمر 16 سنة داخل الصندوق الخلفي لسيارة المتهم قبل إقلاعها من ميناء العاصمة، ليتم توقيف المتهم وتوجيهه للمحاكمة. وفي تصريحاته التي جاءت خلال جلسة المحاكمة التي جرت قبل أيام، سرد المتهم وقائع القضية، حيث أكد أن الظروف السيئة التي كانت تعيش فيها الفتاة، وهي زوجة أخته، هي التي دفعته إلى محاولة تهريبها وتخليصها من المعاناة التي كانت تعيشها رفقة عائلتها. وأضاف أنه فعل ذلك لدواع إنسانية، فأم الفتاة مطلقة ولديها 6 أبناء تضطر إلى العمل في البيوت لتوفير لقمة العيش لهم، فظروفهم سيئة جدا، مثلما قال، حيث حاول مساعدة الطفلة على الهجرة إلى فرنسا وبعث لها 4 مرات وثيقة السكن في فرنسا، لكن رغم ذلك رفضت سفارة فرنسابالجزائر منحها “الفيزا”، الشيء الذي جعله يفكر في هذه الطريقة لتهريبها. أما والدة الفتاة التي مثلت أمام المحكمة بتهمة مشاركة المتهم في الجنحة المرتكبة أن الفتاة، قائلة.. أيهما أفضل أن تفر إلى الشارع وتضيع أو تفر إلى فرنسا، أين أبدى المتهم استعداده للتكفل بها من جميع النواحي؟. أما أخ الفتاة الذي مثل بتهمة المشاركة أيضا، فنفى معرفته بالأمر. أما دفاع المتهمين الثلاثة، فأكد أن موكليه تصرفوا بالعاطفة وأغفلوا الجانب العقلي في تلك اللحظة، مصرحا أن المتهم بفعلته كان كأنه يعتق روحا حسب تعبيره، خاصة أن الوالدة لم تكن قادرة على منحها حياة كريمة، داعيا هيئة المحكمة إلى الصفح عن المتهمين حتى لا تحطم عائلتين، هما عائلة المتهم القاطن في فرنسا وعائلة الفتاة. أما الطرف المدني فالتمس تسليط عقوبة 6 سنوات سجنا و 500 ألف دج غرامة مالية، وقررت هيئة المحكمة الفصل في القضية لاحقا.