فتح قاضي التحقيق بالغرفة الثانية على مستوى المحكمة الابتدائية بعبان رمضان التحقيق في ملف عصابة دولية يديرها ثلاثة إخوة أحدهم مغترب بفرنسا، كانت تستغل الطاعنين في السن من المغتربين الجزائريين لتهريب المؤثرات العقلية إلى العاصمة بطرق ملتوية قبل أن يتم الإيقاع بأحد الضحايا لتنكشف القضية.وحسبما أفادت به المصادر ذاتها، فإن حيثيات القضية تعود إلى تاريخ 9 جوان الماضي، حيث أن العصابة يديرها مغترب جزائري قاطن بفرنسا والبالغ من العمر 40 سنة. حيث عثرت مصالح الشرطة القضائية التابعة لشرطة الحدود بميناء الجزائر العاصمة على كميات معتبرة من المؤثرات العقلية بأمتعة أحد المسافرين الداخلين إلى أرض الوطن من فرنسا.. المعني ويدعى ''ت.علي'' يبلغ من العمر 79 سنة، كان قادما عبر الباخرة الجزائرية لنقل المسافرين طاسيلي 2 من مدينة مرسيليا. وعند إجراء عملية المراقبة لسيارته من قبل عناصر الشرطة القضائية لفحص المسافرين على مستوى ميناء الجزائر، ضبطت داخل حقيبة كانت ضمن أمتعته كمية هائلة من المؤثرات العقلية قدرت ب630 حبة للمؤثرات العقلية من نوع ''ريفوتريل 2ملغ '' ، مخبأة بإحكام وسط كمية من الهواتف النقالة، والألبسة وجهاز تصوير رقمي وغيرها. في سياق متصل، أكد الشيخ أنه لم يكن على علم بما تحتويه الحقيبة، مشيرا أنه استلم هذه الأخيرة من شخص يدعى يزيد طلب منه نقلها إلى العاصمة الجزائر، وسرد الشيخ قصة تعرفه على المدعو ''يزيد''، الذي قال إنه التقاه أول مرة منذ قرابة سنة بمدينة باريس، وقد دأب على لقائه بأحد المقاهي إلى أن طلب منه بتاريخ 5 جوان الماضي نقل بعض الأمتعة له إلى الجزائر وتسليمها لشقيقه الذي سوف يكون في انتظاره، وأضاف الشيخ المتهم أن المدعو يزيد رافقه إلى ميناء مرسيليا، حيث سلمه الحقيبة المتفق عليها ودون أن يفتحها وضعها في الصندوق الخلفي للسيارة. وبناء على إفادة الشيخ، تنقلت مصالح الأمن إلى شارع حسين داي مرفوقة به، حيث وضعت تشكيلة لترصد تحركاته بعد أن طُلب منه الذهاب والاستفسار في الحي عن أخ يزيد، وهناك تم دله على ''ع.فري'' 42 سنة، الذي ألقت مصالح الأمن القبض عليه في الكمين، وتم توقيفه وشقيقه إدريس البالغ من العمر 35 سنة واللذان تبين أنهما مسبوقين قضائيا، وقد أجاب التحقيق مع إدريس على أهم الأسئلة المتعلقة بهذه العصابة، حيث أكد المتهم أن دوره في عصابة أخيه المغترب، يكمن في استقبال الشيوخ الذين يصطادهم هذا الأخير في الغربة ويرسل معهم البضاعة دون علمهم ومن ثمة يقوم هو بتسليمها إلى شقيقه فريد، الذي يقوم بترويجها، وأضاف إدريس في إفادته أن شقيقه فريد معروف في الحي بامتهانه الاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية التي يمونه بها شقيقه يزيد من فرنسا وآخرون هنا بالجزائر وذلك منذ طرده من فرنسا، كما أشار المتهم في تصريحاته إلى الأسلوب الذي يعتمده شقيقه يزيد في إدخال هذه السموم إلى الجزائر دون أن يكتشف أمرها، حيث قال إن شقيقه المغترب بفرنسا منذ سنوات، اعتاد على إرسال طرود من فرنسا رفقة مسافرين عبر ميناء الجزائر، وقد كان يتلقى منه مكالمات هاتفية لانتظار هؤلاء المسافرين وتسلم المؤثرات منهم والتي تكون عادة مخبأة بإحكام في حقيبة، وأضاف المتهم أن شقيقه يزيد يختار عمدا أشخاصا طاعنين في السن حتى لا يلفتون الانتباه، ولا يجلبون الشبهة أثناء عمليات التفتيش على مستوى الميناء. أما الأخ الثالث المدعو فريد وهو اكبر إخوته سنا، فقد أنكر معرفته بهذه المؤثرات، ونفى علاقته بشقيقه يزيد الذي ادعى أنه تشاجر معه منذ سنوات، مفندا بذلك اعترافات الشقيق الأصغر، كما صرح أنه كان مغتربا في فرنسا هو الآخر وقد دخل الجزائر بعد طرده من هناك، بتاريخ 18 فيفري من السنة الفارطة، وذلك بعد خروجه من السجن الذي مكث فيه 13 سنة بعد اقترافه جريمة قتل ضد رعية تونسية هناك. هذا ولايزال التحقيق متواصل مع المتهمين الثلاثة وهما الأخوان والشيخ الذي ضبطت معه البضاعة، المتابعين بتهم تكوين جمعية أشرار، استيراد بطريقة غير مشروعة لمؤثرات عقلية، نقلها والاتجار غير الشرعي فيها، وتسيير نشاط إجرامي منظم.