استعادت مؤسسة "سياتا عنابة" نشاطها عقب الهزات الإدارية العنيفة التي عرفتها مباشرة بعد فسخ عقد شراكتها مع مؤسسة جيتي زاد الألمانية. يتمثل هذا النشاط، وفقا لما أدلى به مدير "سياتا عنابة" مقراني رشيد، في تخصيص 500 مليار سنتيم لتنفيذ 16 مشروعا لصيانة وتهيئة شبكات توزيع المياه، التطهير والضخ. وسيستغرق إنجاز هذه المشاريع التي مر على انطلاقها 4 أيام فقط، مدة 8 أشهر، علما أن لجنة الصفقات الولائية كانت قد وافقت رسميا على 10 مشاريع، في انتظار المصادقة على 4 مشاريع الباقية غضون الأيام القليلة القادمة. من جانب آخر خصصت ميزانية مالية هامة تخص اقتناء الجرافات، شاحنات، رافعات وسيارات نفعية سعيا لتوفير كامل وسائل سير هذه المشاريع بشكل عادي للتمكن من تسليمها في آجالها المحددة. أشغال الصيانة والتهيئة الضخمة التي يشهدها خصوصا وسط مدينة عنابة، من شأنها إنهاء أزمة التزود بمياه الشرب عبر أحياء الفخارين، بلعيد بلقاسم، الضربان وغيرها من الأحياء العتيقة ناهيك عن تغذية الأحياء الجديدة التي تمت عمليات توزيع سكنات اجتماعية عبرها على غرار بوقنطاس، جوانو وغيرها من المشاريع الإسكانية. تجدر الإشارة إلى أنه تفاديا لخلق أزمة توزيع مياه الشرب، فقد سطر برنامج لتزويد سكان الأحياء المعنية بأشغال الصيانة والتهيئة بمياه الشرب عن طريق تسخير الصهاريج، تجوب المناطق المعنية بشكل يومي إلى غاية انتهاء الأشغال التي بلغ بعضها نسبة إنجاز معقولة. كما تجدر الإشارة إلى أن هذه المشاريع التي تسهر على انجازها مصالح "سياتا عنابة" كانت ضمن برنامج مؤسسة جيتي زاد الألمانية التي طالبت بغلاف مالي كبير لتجديد كامل شبكات التوزيع عبر المدينة الذي وصفته بالمهترئ والقديم جدا المتطلب إعادة نظر جذرية فيه، غير أن فسخ الشراكة حال دون مباشرة أشغال المشروع الذي تشرع مؤسسة "سياتا عنابة" على القيام به حاليا بعد جملة من الهزات التسييرية، التي كانت وراء إقالة العديد من المدراء وجملة الإضرابات التي شنها العمال طلبا لصرف الزيادات في أجورهم وتحسين هذه الأخيرة.