الخلع يفتح شهية المرأة في فض الميثاق الغليظ عبد قانون الأسرة الجديد الطريق للنساء الجزائريات، نحو الحصول على الحرية وفسخ الرابطة الزوجية، فاتحا المجال واسعا أمام كل المتزوجات للخروج من حاجز الصمت، واختراق المكبوت والمسكوت عنه، وهو ما ضخم عدد قضايا الخلع لتصل إلى 15 ألف حالة خلال سنة 2011. غزت قضايا الخلع أروقة المحاكم، وأخذت حصة الأسد من إجمالي قضايا الطلاق في الجزائر، بعدما وصلت إلى 15 ألف حالة السنة الماضية من ضمن 50 ألف حالة طلاق في الجزائر، وحسب أهل الاختصاص فإن الخلع يؤدي إلى تطليق يسترد به الزوج ما دفعه ويرفع عن كاهله عبء أداء أي من الحقوق المالية الشرعية للزوجة بعد ذلك، ومحاولة منا للغوص في الموضوع ارتأينا التقرب من الضالعين في مجال القانون. تعددت الأسباب... والخلع واحد أكدت الأستاذة بوطيش كميليا، محامية لدى مجلس قضاء بومرداس، أن هناك عدة أسباب تدفع بالجزائريات للمطالبة بالخلع، ومن ضمن الشروط القانونية للحكم بتطبيق الخلع، أن تبغض الزوجة الحياة مع زوجها لدرجة تخشى معه أن لا تقيم حدود اللّه بسبب هذا البغض، وأن تقر الزوجة صراحة أمام المحكمة أنها تبغض الحياة مع زوجها، ليكون ذلك الأمر كفيلا بمنحها حريتها وفض العلاقة الزوجية. وعليه حاولنا التقرب من بعض الحالات بمساعدة المحامية واللاتي عبرن عن ارتياحهن جراء تمكنهن من الحصول على حريتهن رغم مأساوية الأوقات التي عشنها قبل اللجوء للخلع كحل أخير. زوجي عالة علي وعلى عائلته.. فالسيدة صورية، جراحة أسنان، أكدت أنها طلبت الخلع بعد أن سئمت تصرفات زوجها الرعناء، على حد قولها، من سهر ولا مبالاة وانعدام الإحساس بالمسؤولية، حيث تقول إن زوجها لا يفعل شيئا، فهي التي تأخذ الأولاد للمدرسة وتعيدهم للمنزل وتهتم بكل شؤونهم، في الوقت الذي يكتفي هو بالنوم والأكل والجلوس في المقاهي نهارا، والسهر وصرف الأموال ليلا. خلعته لأنه عيشني في جحيم نجد أيضا "سناء" 28 سنة من ولاية بومرداس بين النساء اللواتي لم يجدن سبيلا آخر لاستعادة حريتها سوى اللجوء إلى الخلع، بعد رفض زوجها تطليقها، فرفعت دعوى تطليق أمام محكمة بومرداس إلا أنها رفضت من طرف القاضي لعدم التأسيس، أي أنها لم تستطع تقديم أسباب مقنعة للتطليق وإثباتها، فقامت بتحرير عريضة جوابية تطلب فيها الخلع، فحدد لها رئيس الجلسة مبلغ 5 ملايين سنتيم تدفعه لزوجها مقابل حريتها، ورغم ظروفها الاجتماعية الصعبة، إلا أنها استدانت ذلك المبلغ لكي تخلعه لكثرة غيرته وشكه المتواصل فيها. زوجي يتجاهلني كامرأة.. أما حالة فاطمة الزهراء فتختلف عن سالفتها، فهي بدأت سرد معاناتها بقولها "لا يمكنني أن أتهم زوجي باللامبالاة ولا أشكك في أخلاقه، لكنه لا يراني امرأة، فمهما فعلت فهو لا يعيرني اهتماما وكأني شقيق له أو ما شابه ذلك، حاولت بكل الطرق إلا أنني فشلت ولست أدري كيف جاء ابني الوحيد الذي بلغ الآن العاشرة، والذي بدأ يسألني عن سر نوم والده في غرفة وأنا في الأخرى". لم أقو على المواصلة رفقة رجل خائن من جهتها "ح. مريم"، خلعت زوجها بعد 5 سنوات من الزواج، مقابل 80 ألف دج أمام محكمة بومرداس، بعد أن اتهمت زوجها بالخيانة الزوجية، فقد كانت هذه الزوجة في ضيافة عند أهلها، ولأنها نسيت معطفها اضطرت لتعود رفقة شقيقها لجلبه، وهناك أصيبت بالصدمة عندما همت بفتح الباب، إذ وجدت الزوج بمسكن الزوجية رفقة امرأة أخرى لا يتعدى عمرها 18 سنة. لم أستطع السكوت عما يغضب الله من جهة أخرى، واجهنا العديد من الحالات التي عجزت فيها المرأة عن السكوت عما يغضب الله، يتعلق الأمر بفريدة صاحبة الأربعة والعشرين ربيعا، التي تفاجأت منذ الشهر الأول من زواجها بطلبات غريبة من زوجها يحرمها الشرع في العلاقة الزوجية، نفس الشيء بالنسبة لسيدة أخرى في مقتبل العمر رفضت الإفصاح عن اسمها، والتي اكتشفت بعد فوات الأوان أنها تزوجت من رجل شاذ جنسيا، لتبدأ رحلة المعاناة وتقرر بعد ثلاث سنوات من الصمت والكبت فضح المستور أمام هيئة العدالة.