طوقت أمس قوات مكافحة الشغب مقر دائرة عنابة تحسبا لأي طارئ أو عمليات شغب، بعد أن حاولت 82 عائلة تقطن الأكواخ القصديرية بمنطقة سيدي حرب مقابل مقبرة بوحديد اقتحام المقر، حيث تم طرد العائلات وتهدئة الوضع إلا أن طالبي السكن أقدموا على قطع الطريق المحوري الذي يربط مقر الدائرة بمختلف الأحياء المجاورة، وقد هددت العائلات بتصعيد مستوى الاحتجاجات في حال عدم الإفراج عن مطالبها العالقة منذ 10 سنوات، بعد أن أسقطت مصالح دائرة عنابة أسماءهم و إدراج أشخاص آخرين في قائمة المستفيدين من حصة 175 سكن اجتماعي. قضت ليلة أول أمس نحو 82 عائلة ليلتها في العراء مقابل دائرة عنابة وسط، تنديدا بالحقرة والتهميش من طرف الجهات المعنية التي التزمت موقف المتفرج دون التنقل لمعاينة أوضاع هذه العائلات التي تقطن في أكواخ من الصفيح تعود لسنة 1988، حيث تنعدم المرافق الضرورية خاصة أمام الانقطاعات المتكررة للكهرباء والمياه الشروب. وأوضح المحتجون أنهم يقاسمون الموتى قطعة الأرض وأقاموا عليها بيوتهم القصديرية، الأمر الذي يهدد حياتهم خاصة أن مياه الشرب تختلط بالمياه التي تعبر المقابر إلى جانب انبعاث الروائح الكريهة و السامة من المقبرة. وحسب طالبي السكن بسيدي حرب، فإن أوضاعهم في تدهور كبير خاصة بعد إقصائهم من أحقية الظفر بسكن يأويهم من التشرد وقد طالب المحتجون بضرورة تنصيب لجنة تحقيق للتحري في ملف السكنات التي وزعت بطريقة ”عشوائية” بعد أن تم تحويلها إلى وجهات مجهولة، هو الأمر الذي لم يستسغه طالبو السكن.