قام صبيحة أمس أفراد 17 عائلة تقطن بالمقبرة المتواجدة بحي بني محافر على القيام بحركة إحتجاجية أمام مقر ولاية عنابة، طالبوا من خلالها بضرورة إعادة النظر في القائمة التي تم الإفراج عنها ، مع مناشدة السلطات المحلية بأخذ وضعيتهم الراهنة بعين الإعتبار، خاصة مع حلول فصل الشتاء ، حيث تبلغ المعاناة ذروتها، على إعتبار أن العائلات المعنية لم تدرج ضمن قوائم المستفيدين من حصة 1960 وحدة سكنية التي أفرجت عنها مصالح الدائرة على مدار الأشهر الستة الفارطة، في إطار حصة عاصمة الولاية من برنامج القضاء على السكن الهش و البيوت القصديرية. المحتجون عبروا عن تذمرهم الكبير من موقف السلطات إزاء الإنشغالات التي مافتئوا يطرحونها، مؤكدين على أنهم كانوا قد تلقوا الكثير من الوعود لترحيلهم إلى سكنات إجتماعية جديدة، لكن القوائم التي تم الإعلان عنها لم تتضمن أسماء العائلات المعنية، و التي تقطن سكنات قصديرية وسط المقبرة. و هي الوضعية التي كان ممثلون عن الولاية قد وقفوا عليها حسب السكان في العديد من المناسبات، من دون إتخاذ أي إجراء كفيل بوضع حد لمعاناة أفراد العائلات، التي توجد بينها أسر قضت نحو نصف قرن على حد قول المحتجين في العيش وسط القبور، بصرف النظر عن المعاناة المتواصلة مع الجذران و الثعابين، و الحشرات الضارة، فضلا عن العجز عن مقاومة برودة الشتاء ، و حرارة الصيف في أكواخ قصديرية جدرانها لا تقوى على التصدي للأمطار و لأشعة الشمس الحارقة. و أقدم بعض أفراد العائلات على التجمهر أمام البوابة الرئيسية للولاية، قبل الإقدام على غلق الطريق المحاذي لملعب العقيد شابو و المؤدي إلى وسط المدينة، في محاولة للفت السلطات المحلية لولاية عنابة إزاء الوضعية الكارثية والظروف الصعبة التي يعيشونها، مما تسبب في شل حركة المرور على مستوى هذا المحور الإستراتيجي . الأمر الذي تطلب تدخل وحدات الأمن على جناح السرعة، و التي شنت عملية مطاردة لإبعاد المحتجين من أمام مقر الولاية، مع تعزيز التغطية الأمنية، رغم أن أرباب العائلات من المقيمين في مقبرة سيدي حرب أكدوا بأنهم يعيشون أوضاعا مزرية منذ فترة طويلة، متسائلين عن أسباب إقصائهم من حصة عاصمة الولاية من برنامج القضاء على السكن الهشة، لأن حي سيدي حرب بأجزائه الأربعة، و الذي لا يبعد عن المقبرة إلا ببضعة أمتار، عرف قدوم المئات من العائلات في السنوات القليلة الماضية، و التي قامت بتشييد سكنات قصديرية، و إستغلالها في ملفات طلب السكن الإجتماعي، فتم تخصيص حصص سكنية لهذه المنطقة، من دون أن تأخذ السلطات المحلية إنشغالات قاطني المقبرة بعين الإعتبار لنحو نصف قرن من الزمن. ص / فرطاس