أكدت حركة تحرير الأزواد أن الجزائر ومثيلاتها في دول الساحل هي أكثر المناطق استهدافا من قبل التنظيمات المسلحة النشطة في شمال مالي، مشيرة إلى أنها توقعت هذه النتيجة منذ وقت، وحذرت المجتمع الدولي منها غير أنها عجزت عن نقل حجم الخطر الذي هو في تزايد مستمر وينبئ بسيناريو جديد لعمليات إرهابية ستوقع في قلب أوروبا وأمريكا. حذر، خم موسى آغ طار، في اتصال له مع إذاعة هولاندا العالمية من الخطر الذي تمثله الحركات الجهادية المنتشرة في شمال مالي والتي لا تعرف الحدود ولا تتوفر على برنامج سياسي من غير “فرض إسلامهم في المناطق التي يسيطرون عليها”، ويرى أن القضية ليست أزوادية محلية ولكنها “إقليمية ودولية”.وأضاف قائلا: “عندما يتمكنون من تعزيز قوتهم في أزواد سيستخدمون هذه القوة لزعزعة الاستقرار في البلدان المجاورة وخاصة في موريتانيا، الجزائر، النيجر وبوركينا فاسو، وسيرسون نفس النظام في هذه البلدان، ومن هناك سيطلقون حماقتهم نحو البلدان الأوروبية للقيام بعمليات إرهابية بهدف إيصال رسالتهم عن طريق الترهيب والقوة”. يذكر أنه جرى تقارب بين الحركة الوطنية لتحرير الأزواد وأنصار الدين مباشرة بعد إعلان الحركة استقلال الأزواد في أفريل الماضي، إلا أن هذا التقارب سرعان ما تهاوى لأن هدف أنصار الدين ليس استقلال أزواد، لكن “تغيير المجتمع”، أما أنصار الدين “فهدفهم هو إحداث تغيير جذري في منظومة المجتمع وعلى المنظومة الروحية لسكان الأزواد”. وتعتقد الحركة الوطنية على لسان الناطق الوطني باسمها “خم موسى آغ طار” أن ما يجري الآن من تحطيم لمقابر الأولياء والمساجد وتخريب المكتبات في تومبوكتو من طرف الجماعات المتطرفة هو “البداية” لفرض حقيقتهم، لأنهم “يملكون سلاحا في اليد وإيديولوجية في الرأس ويريدون استخدام السلاح لإرهاب السكان وفرض إيديولوجيتهم”، مضيفا “ما جرى في تومبوكتو ما هو إلا بداية وقد حذرنا المجتمع الدولي منذ عدة أشهر وطلبنا دعمه لنا لأننا كنا نرى أن الخطر قادم وأن الجهاديين يستخدمون شبكة علاقات دولية تمدهم بالسلفيين الجهاديين”.