أعلنت الحركة الوطنية لتحرير (أزواد)، أكبر فصائل حركة تمرّد الطوارق في مالي، أمس الجمعة (استقلال الأزواد) شمال البلاد، وفق ما صرَّح متحدثٌ باسمها لشبكة (فرانس 24) وفي بيان نشر على موقعها الإلكتروني· وقال موسى أغ الطاهر: (نعلن رسميا استقلال أزواد اعتبارا من اليوم)، أي أمس الجمعة، مؤكّدا عزم الحركة على احترام (الحدود مع الدول المحاذية). وقال الطاهر: (لقد أنهينا للتوّ معركة مهمّة جدّا، هي معركة التحرير)، مستعيدا ما ورد في بيان حركة تحرير أزواد الذي وقعه أمينها العام بلال أغ الشريف. وعلى إثر الانقلاب العسكري الذي وقع قبل أسبوعين وأطاح بنظام الرئيس أمادو توماني توري، عمّت الفوضى مالي فسيطر المتمرّدون الطوارق ومجموعات إسلامية متطرّفة في نهاية الأسبوع الماضي على ثلاث من كبرى مدن الشمال وهي كيدال وغاو وتمبكتو دون أن يلقوا أيّ مقاومة من الجيش المالي الذي يعاني من سوء التجهيز والتنظيم، ما أدّى إلى انقسام البلد إلى قسمين· وتغلّب بعد ذلك إسلاميو (حركة أنصار الدين) التي يقودها زعيم الطوارق عياد أغ غالي وعناصر من القاعدة في المغرب الإسلامي على الحركة الوطنية لتحرير الأزواد التي أعلنت من جانب واحد مساء الخميس انتهاء (عملياتها العسكرية)· وجاء في نص بيان استقلال الأزواد، والذي نشروه على موقعهم على الآنترنت: (نحن الحركة الوطنية لتحرير أزواد باسم الشعب الأزوادي الحرّ الأبي، وبعد المشاورات مع اللّجنة التنفيذية، المجلس الثوري، المجلس الاستشاري، المكاتب الإقليمية وقيادة أركان جيش التحرير الوطني نقرّر بشكل لا رجعة فيه إعلان استقلال دولة أزواد اعتبارا من اليوم، ونعلن: 1 - اعترافنا بحدود دول الجوار واحترامها· 2 - الانخراط الكامل في ميثاق الأمم المتّحدة· 3 - نتعهّد بالعمل على توفير الأمن والشروع في بناء مؤسسات تتوّج بدستور ديمقراطي لدولة أزواد المستقلّة· 4 - اللّجنة التنفيذية للحركة الوطنية لتحرير أزواد تدعو المجتمع الدولي إلى الاعتراف بأزواد دولة مستقلّة دون تأخير· 5 - اللّجنة التنفيذية للحركة الوطنية لتحرير أزواد تستمرّ في تسيير شؤون أزواد حتى يتمّ تعيين سلطة وطنية أزوادية)· وفي أولى ردود الفعل الدولية على هذه الخطوة الأحادية من جانب الأزواد، أعربت روسيا أمس الجمعة عن دعمها للوحدة الترابية لمالي وأمن وسلامة أراضيها وعن شجبها للدعوات الانفصالية شمال هذا البلد· وقال المبعوث الشخصي للرئيس الرّوسي إلى إفريقيا ميخائيل مارغيلوف في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرّوسية (نوفوستي) إن روسيا (تؤكّد دعمها للوحدة الترابية لمالي وأمن وسلامة أراضيها وتشجب الدعوات الانفصالية)، وأضاف (أن موسكو ترفض بشكل قاطع الدعوات الانفصالية في مالي وتؤيّد وحدة أراضيها وتدعو في ذات الوقت إلى ضرورة استعادة النّظام الدستوري في البلاد)، وشدد على أنه (لا يمكن إضفاء الشرعية بأيّ شكل من الأشكال على الدعوات الانفصالية في شمال مالي)·