أمتع العرض الفني الذي احتضنته قاعة ابن زيدون الجمهور الذي غصت به القاعة، من خلال اللوحات الفنية التي رسمتها الفرق المشاركة من 44 ولاية جزائرية، والتي عكست تطلعات شباب الجزائر وقدمت إثباتا حقيقيا عن قدراتهم الإبداعية. عمل فني راق ضم سبع لوحات جزائرية عادت بجمهور قاعة ابن زيدون إلى البدايات الأولى للاستعمار الفرنسي في الجزائر، كما سافرت به عبر الزمان والمكان جامعة إرث الثقافة الجزائرية الضاربة في التاريخ والباسطة أجنحتها على كامل التراب الوطني من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، فرسمت لوحة فنية مميزة غابت فيها ريشة الإبداع لتستبدل بحركات شباب انسابت بتناغم وانسجام، تاركة للطبوع الفنية الجزائرية مساحة للتعبير وإثبات الذات، الأوان فنية حاكت فترات وأحداث معينة انطلاقا من البدوي والعلاوي الذين ميزا الحياة الاجتماعية أيام المراحل الأولى للتواجد الاستعماري ومطامعه في خيرات الجزائر وصولا إلى نوع الراب والموسيقى العصرية الشبابية،كما اختصر العرض الكوليغرافي مسيرة 50 سنة من الاستقلال وامتد إلى ما قبل ذلك، لكنه عكس طموح جيل الاستقلال في مواصلة مسيرة الآباء والأجداد حفاظا على هوية الجزائر الأمازيغية العربية، وحمل الشباب الذي قدم من حوالي 44 ولاية ربط الصلة مع ذاكرة الوطن الجماعية. وعن المشاركة القياسية في الحفل قال مخرج العرض ميسوم لعروسي أستاذ بمعهد إطارات الشباب ومخرج مسرحي، أن تحضيرات العرض كانت في زمن قياسي لم يتجاوز 13 يوما، تم العمل خلالها على قدم وساق وباستعمال أحدث التقنيات، حيث اعتمد لعروسي على الوسائط الالكترونية لمراقبة تدريبات الفرق التي لم تكن مضطرة للتنقل إلى العاصمة، وهي فرق شاركت في مهرجانات الشبيبة والرياضة البالغ عددها 46 مهرجانا تم على إثرها اختيار الفرق الأولى، وأضاف المخرج أن الغرض من العرض هو تقديم رؤية مستقبلية لشباب الجزائر وإظهار طموحاتهم تعبر رقصات الهيب هوب المجسدة للحرية، السرعة، ومسقبلية مزجت بين التقنية الحديثة وحركات الراقصين على الخشبة. من جهتها البرعمة زينب صاحبة ال15 ربيعا والتي اكتملت فرحة نيلها شهادة التعليم المتوسط بمشاركتها في احتفاليات خمسينية الاستقلال، كانت في قمة العرض عكس اهتمامها بالغناء وهي التي انضمت مبكرا إلى فرقة “زهرات الأمل” لجمعية الهواء الطلق، زينب صاحبة الصوت القوي أبهرت الجمهور بتألق صوتها الشجي وآدائها المتميز، فصدحت بالحرية وغنت للجزائر في عيدها الخمسين أغنيتا “يا بلادي” و”الجزائر”، وقد عبرت صاحبة الصوت الواعد عن فرحتها العارمة بمشاركتها الأولى في لوحة فنية بهذا الحجم الذي جمع إبداعات فرق قدمت من معظم ولايات الوطن الحبيب.