"الكناباست" تعتبره مسا بمصداقية الامتحانات و"السناباست" ترحب به بشروط كشفت مصادر مطلعة عن قيام وزارة التربية الوطنية، بتوجيه تعليمات إلى مختلف مديريات التربية عبر الوطن، تعطي فيها الضوء الأخضر لانتقال جميع التلاميذ إلى الأقسام الأعلى، والذين لم تسمح لهم الفرصة بالدخول لامتحانات نهاية السنة بسبب مشاركتهم في احتفالات خمسينية الاستقلال، وهو القرار الذي أثار حفيظة النقابات واعتبرته ”غير مسؤول”. يأتي هذا القرار بعد أن تطلبت الاحتفالات الخاصة بخميسنية الاستقلال التي نظمتها مختلف الدوائر الوزارية إشراك تلاميذ المؤسسات التربوية في مختلف ولايات الوطن في عمليات التحضير للنشاطات المرتبطة بذلك، والذين تم إخضاعهم إلى تدريب في مختلف النشاطات الثقافية وتحضيرات مختلف العروض التي انطلقت منذ أشهر، قبل الموعد المحدد لانطلاق إشارة الاحتفالات التي حددت بتاريخ الثالث من جويلية المنصرم، وهو ما حال دون التحاق المشاركين من المتمدرسين بمدارسهم في شهر ماي، الذي عرف فيه تنظيم امتحانات نهاية الفصل الثالث، وهو الذي أدى بالوزارة الوصية -حسب مصادرنا-، إلى اتخاذ قرار استثنائي لفائدة كل التلاميذ الذين لم يتمكنوا من الدخول إلى اختبارات نهاية السنة بانتقالهم إلى السنة الأعلى دون إعادة الامتحان. وأكدت المصادر ذاتها أن وزارة التربية ولإنصاف التلاميذ الذين عملوا بجد لإنجاح احتفالات خمسينية الاستقلال قامت بإرسال تعليمات إلى مختلف مدراء التربية عبر الوطن تطالبهم فيها بتطبيق قرار انتقالهم، وحرصت الوزارة على أن يتم انتقال الفئة التي شاركت في الاحتفالات. ولقي هذا القرار ترحيبا من قبل المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”السناباست” مزيان مريان، وأوضح في تصريح ل”الفجر” أنه إجراء معمول به في العديد من دول العالم ويلجأ إليه في حالات استثنائية، لكن شرط أن يكون التلاميذ الذين تم اختيارهم للمشاركة من النجباء الذين تحصلوا على نتائج جيدة في الفصل الأول والثاني والتي تمكنهم من الحصول على معدل أعلى أو يساوي 10 من 20 كمعدل للانتقال، وأن يكون هؤلاء التلاميذ قد تلقوا دروس الفصل الثالث بشكل عادي، مؤكدا أنه في حالة عدم ذلك، أي أن المتمدرسين الذين تم انتقالهم إلى السنة الأعلى دون أية اختبارات ولهم معدلات ضعيفية فإن نقابته ترفض هذا القرار. من جهته، رفض المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني بوديبة مسعود، لجوء وزارة التربية إلى مثل هذا القرار مهما كانت الظروف، باعتبار أن القانون صارم في عملية انتقال التلاميذ ويلزم صاحبه الحضور في الدروس وكذا الحضور في كافة الامتحانات، كما يطلب منه أن يحقق نتائج تسمح له بالانتقال، ”أما أن يتم اتخاذ قرار من أجل نشاطات ثقافية أو رياضية فإن ذلك مرفوض”، يضيف بوديبة، الذي أكد أن إجراءات الوزارة الوصية إن صحت فإنها تمس بمصداقية التعليم في بلادنا، كما تمس بمصداقية معايير النجاح.