عاد المجاهد بوعلام بن حمودة في كتابه ”الثورة الجزائرية: ثورة أول نوفمبر 1954 معالمها الأساسية”، إلى تفاصيل النضال الثوري المسلح ضد الاستعمار الغاشم من منطلق من أرخوا لها وقدموا شهادات عن إسهامات الثورة التحريرية في تحقيق الاستقلال. استعرض المؤلف الصادر عن دار النعمان، بالعاصمة، المحطات الهامة في تاريخ الجزائر الأبية انطلاقا من 1830 خاصة تلك المتعلقة بالخيار المسلح لمواجهة المستعمر. وقسم دراسته إلى جوانب عدة خص القسم الأول منها لوصف ممارسات فرنسا الوحشية ضد الجزائريين منذ وطئت أقدامها الجزائر مسلحة بترسانة عسكرية قادها المشير ”دي بورمون”، حيث استذكر الكاتب البدايات الأولى للاستعمار وأسبابه من خلال الروايات التاريخية، التي كتبت عن أولى المسؤولين الذين دخلوا الجزائر وروايات الكنز المفقود في القصبة، وغيرها من القصص التي حركت أطماع فرنسا الاستعمارية، بما فيها أملاك الحبوس، بالإضافة إلى المقاصد الدينية التي استمرت في مكافحة الإسلام ونشر المسيحية منذ الحروب الصليبية خلال الفترة الممتدة من القرن الحادي عشر إلى الثالث عشر. كما سلط بن حمودة الضوء على عمليات الإبادة التي تعرضت لها القبائل منها قبيلة ”العوفية” بضواحي الحراش سنة 1832، قبيلة أولاد رياح بجبال الظهرة، وغيرها من المناطق التي شهدت تجاوزات العسكريين الفرنسيين أمثال العقيد ”سانت آرنو” و”بيلسي”، مستشهدا بشهادات العديد من المصادر. وأضاء بن حمودة زاوية المقاومة المسلحة للشعب الجزائري، مؤكدا انتفاضته ضد الترسانة الاستعمارية منذ الوهلة الأولى، معتمدا في ذلك على كتابات لويس فيتو الذي أرخ لدخول فرنسا إلى العاصمة، وهو ما عبرت عنه مقاومات كل من بن زعموم بالبليدة، أحمد باي في قسنطينة، بومعزة بالشلف والأمير عبد القادر، وغيرها من المقاومات التي وقفت في وجه فرنسا الاستعمارية. وخص الكاتب ثورة الفاتح من نوفمبر بفصل كامل تطرق فيه إلى الاجتماع السري للجنة المفجرة للثورة التحريرية المشكلة من 22 عضو بدلا من 21 كما أشيع عنها وذكّر بأسمائهم، كما استعرض الخلافات السياسية التي واجهت الثورة منها ردود أفعال الصعيد الخارجي، مشيرا إلى رد فعل الجامعة العربية التي امتنعت عن المطالبة بتدوين القضية الجزائرية في جدول أعمال الأممالمتحدة، وغيرها من التفاصيل التي كشفها بوعلام بن حمودة.