في شهر رمضان الفضيل يتهافت الصائمون على محلات صنع الحلويات الشرقية، ومنها حلوة أصبع القاضي، التي تبقي أكثر طلبا لدى العائلات الوهرانية التي تفضلها في السهرات، لتزين القعدة وسط كؤوس الشاي المعطر. وبين فناجين القهوة لا تجد مائدة بعد الإفطار إلا وتزينها حلوة الشامية. تجد عند أبواب العديد من المحلات صنع الحلويات بوهران طوابير من الصائمين الذين لا يبرحون المكان إلا بشراء كميات منها، خاصة أن هناك من يتقن صناعتها بماء الزهر واللوز والسميد، وتحضر الحلوة بعد وضعها في الفرن إلى جانب مواد أخرى تدخل في الحلوة ليتم تسويقها بعد تغير لونها إلى الذهبي، فعند الكثيرين يبقى ذوق حلوة الشامية أفضل عن حلوة الزلابية التي يبقى الإقبال عليها قليل مقارنة بما يحققه من أرباح بائعين الحلوة الشامية. الكثير من النساء وربات البيوت التي لها أطفال كثيرون، تقوم بتحضير حلوة بمفردها في فرن المنزل، إلا أنها بالرغم من ذلك تبقي معرفتها قليلة ترتكز فقط على بعض الكتب الخاصة بالتحضير الحلويات التي تبقي تفتقر للكثير من المصداقية، خاصة أن سعر الكيلوغرام الواحد يفوق 300دج. وبين نقص المدخول في بيوت العديد من ربات البيوت، فإنهن يفضلن تحضير حلوة أصبع القاضي حتي تزين سهرة بعد الإفطار ولو بالشيء القليل، المهم بالنسبة لهن أن تبقى حلوة حاضرة.. وذلك ماراحت إليه السيدة فتيحة، أم ل 5 أطفال، تقول:”أقوم مع كل رمضان بتحضير الحلوة في البيت نظرا لقلة المدخول، فزوجي يعمل مرة ومرة لا يعمل، ومع مصروف البيت فإنني أريد ان أدخل الفرحة على أبنائي، لذلك أقوم بتحضيرها في البيت لأزين مائدة السهرة مع الشاي ونحن في كل رمضان على هذه حال”. وذلك ما قالته الآنسة نجاة موظفة بالبلدية:”يوميا عندما أخرج من العمل أتجه مباشرة عند البائعين وأشتري من عندهم، ويوميا أغير البائع لأن هناك من يعرف صنعتها ويضع فيها ماء الزهر وغيرها من المواد المركبة للحلوة، وآخرون لا يعرفون صناعتها إلى غاية العثور عند أحدهم، ورغم أن هناك محلات لها سمعة في صناعة الحلويات العادية، إلا أنها لا تحسن صناعة أصبع القاضي، لذلك كل مرة أنتقل من واحد لآخر إلى غاية العثور على حاجتي منها”.