غادر اللاجئون السوريون ”السكوار”؛ أين كانوا يبيتون في العراء وينتظرون إعانات المحسنين لكن ليس نحو سيدي فرج لحفظ كرامتهم بالمركز الذي حضّره الهلال الأحمر الجزائري وإنما نحو وهران للحجز في فنادق الولاية وبإمكانياتهم الخاصة رافضين الإقامة بمخيم سيدي فرج بحجة أنه لا يتوفر على أدنى الضروريات. اتصلت” الفجر” بسوريين كانوا يرابطون بساحة بور سعيد بالعاصمة في الأيام الفارطة للسؤال عن أحوالهم وظروف إقامتهم بمركز سيدي فرج الذي فتحه الهلال الأحمر الجزائري لكننا فوجئنا أنهم رحلوا إلى مدينة وهران وكأنهم في رحلة سياحية يختارون فيها أجمل المدن للتجول رغم غلاء أسعارها اعتقدنا في البداية أن السلطات الجزائرية هي من رحلتهم لسبب أو لآخر لكن محدثنا السوري أكد لنا أنهم رحلوا بإمكانياتهم الخاصة وسيقيمون في فنادق المدينة بحجة أن المركز الذي هيأ لاستقبالهم لا يتوفر على أدنى الشروط الضرورية رغم أن الأخير مركز لتخييم أطفالنا ليطرح السؤال وبحدة هل هؤلاء سياح أم لاجئو حرب وهل فعلا الخدمات متدنية أم يريدون تشويه صورة السلطات الجزائرية حتى لا نقول الجزائريين؟ سألنا وليد وهو احد الشباب السوريين الذين دخلوا الجزائر فرارا من جحيم الحرب التي نغصت عليهم حياتهم ماذا ينقص مركز الإقامة بسيدي فرج وهل يتحملون تكاليف التنقل والسفر والإقامة بالفنادق ؟ فأكد لنا أن إخوانهم السوريين الذين زاروا المركز أكدوا له أنه لا يصلح للإقامة وأنه ”للأمانة” لم يزر المكان مؤكدا أنهم يتنقلون بإمكانياتهم المادية الخاصة وأن أهل الإحسان من العائلات الجزائريةكثيرا ما يقدمون لهم يد العونمنتقدا عدم تحرك السلطات لمد يد العون رغم الحديث عن إجراءات ستتخذها وزارتا الداخلية والتضامن الوطني للتكفل بهم. وأضاف المتحدث أنهم يأملون أن تتحسن الظروف ببلدهم سريعا ليعودلأن إقامتهم في الجزائر مؤقتة ”ننتظر ساعة الفرج لنعود إلى وطننا وأهلنا”. وقالت مصادر محلية بورقلة أن عددا من السوريين الذين دخلوا عاصمة الواحات الأيام الفارطة وامتهنوا التسول بالقرب من المساجد غادروها قبل أيام قليلة نحو ولاية الجلفة التي تبعد عن المدينة بمئات الكلوميترات. فاطمة الزهراء حمادي
الهلال الأحمر: ”آويناهم بإقامة أبنائنا في أحسن الظروف لكنهم اختاروا الشارع” كذّب الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري غياب الضروريات بالمركز الذي فتحه بسيدي فرج للتكفل باللاجئين السوريين وأن ما يتداوله البعض ادعاءات لا أساس لها من الصحة لأنه في الأصل مركز تخييم لأطفال الجزائر يحفظ الكرامة الإنسانية ويتوفر على الضروريات والكماليات بما فيها مرافق اللعب. دعا الأمين العام للهلال الأحمر الجزائري لحسن بوشاقور في اتصال مع ”الفجر” أمس الصحافة إلى زيارة المركز المهيئ لاستقبال اللاجئين السوريين ونقل الصورة الحقيقية للعالم للحيلولة دون محاولات البعض لتشويه صورة الجزائر بالحديث عن أمور لا أساس لها من الصحة.” ما سمعناه من كلام عيب لان الجزائر مضيافة وحريصة على استقبال ضيوفها في أحسن الظروف” لان هذا المركز الذي يتهمونه بغياب الضروريات فيه نقلنا صورته وظروف الإقامة به عبر شاشات التلفزيون والكل يعرف انه في المستوى”. وقال المسؤول إن هؤلاء في الأصل سياح وإلا كيف يمكنهم التنقل من ولاية إلى أخرى بإمكانياتهم الخاصة والإقامة بالفنادق ويتركون المركز الذي هيأته لهم الدولة ”يرفضون الإقامة في المركز ويصرون على البقاء في السكوار أو الرحيل إلى مدن أخرى رغم التكاليف” مشيرا في السياق الى أنه بعيدا عن مركز سيدي فرج الذي ينتقده هؤلاء هناك قرابة 300 مركز تكفل خاص على مستوى العاصمة والأكيد أنهم لن يغلقوا أبوابهم في وجود أشقائنا السوريين.