نفى المنشد ولاَدي بن دهيبة أن تكون شهرة الفنان قد تساهم في التعريف وإعطاء صدى للفرقة التي ينشط بها بل على العكس تعدَ عاملا يساعد في اختفاء الفرقة من الساحة الفنية الإنشادية وكذا بقاء العمل الجماعي رهين الاسم والشهرة. أشار رئيس فرقة البسمة للإنشاد التابعة لمدينة مستغانم ولادي بن دهيبة في حديث جمعه ب"الفجر" بأنَه على الرغم من التطور الكبير الذي شهدته الفرقة في مجال الإنشادي الإسلامي والديني مؤخرا باعتبار النشاطات الكثيرة التي قاموا بها في مختلف ولايات الوطن على غرار التصفيات المحلية المؤهلة للمهرجان الوطني الخاص بالإنشاد الذي تجري فعالياته بقسنطينة، معتبرا أنَ العائق الوحيد اليوم بخلاف الدعم المادي والمالي للفرق الإنشادية في الجزائر والعالم العربي، وغياب الاهتمام الإعلامي بالمنشدين وإنتاجهم الفني والترويج له يبقى نسبيا باعتبار إشكالية اسم الفنان أو المنشد الذي برزت مؤخرا في ساحة الإنشاد العالمي لاسيما في العالم الإسلامي تعد سببا غيب الأنشودة الجماعية وحاجزا ليس في وجه تطور المنشدين كأشخاص فقط وإنما تقف حجر عثرة بقصد أو دون قصد في وجه تحقيق الفرق والجمعيات لتطور ملحوظ في هذا اللون الفني، وقال في الصدد بأنها تساهم بشكل مؤثر وسلبي في الأداء وظروف العمل بصفة شاملة، وبالتالي يشكل هذا العامل سببا في اختفائها مع مرور الوقت من الساحة الفنية. كما تعمل النجومية والشهرة على تحقيق المنفعة الذاتية على حساب الفرق التي بقي صداها يتأرجح، بين المحلي والوطني بعيدا عن دخول المجال العربي والإقليمي. من جانب آخر أشار المتحدث إلى كون التراث الجزائري الغني كان قاعدة أساسية في تحقيق بعض الفنانين الجزائريين لشهرة عربية ودولية على غرار الصوت النسوي، فلة عبابسة، التي فرضت نفسها في الساحة الفنية العربية بواسطة التراث الأصيل النابع من التاريخ والثقافة الجزائرية العريقة، مذكرا في السياق، بأنَ الجمعيات والفرق الفنية التي كانت تنشط سنوات الثمانينات ولم تقم لها قائمة آنذاك استطاعت خلال فترة السنوات الأخيرة التنقيب عن المجال الخصب الذي يحميها من الزوال وهو ما توفر لها في الأغاني التراثية التي أعادت الاشتغال عليها وتوظيفها في فن جديد يتلاءم والإنشاد، داعيا المنشدين إلى الابتعاد الكلي عن الإنتاج الغربي والأجنبي والاعتماد على التراث لأنه السبيل الأمثل لتطوير الأنشودة الجزائرية.