يعود اليوم آخر فوج من الوفد الجزائري المشارك في أولمبياد لندن وهو يجر أذيال الخيبة، باستثناء الذهبية الوحيدة التي نالها العداء مخلوفي والتي يراد لها أن تكون الشجرة التي تغطي الغابة حتى تمر هذه المشاركة الهزيلة دون حساب للمسؤولين عن نتائجها مثلما حدث خلال الألعاب الإفريقية والعربية الماضيتين. تراجعت أداءات الجزائريين المشاركين في الألعاب الأولمبية 2012 إلى النصف مقارنة بألعاب بيكين 2008 من خلال ما أظهره أغلب المشاركين بتقديم مستوى أبعد ما يكون عن المستوى الأولمبي، حيث تم إقصاؤهم في الدور الأول من المنافسات. وإن كانت الجزائر قد سجلت ميدالية ذهبية في هذه الألعاب مقارنة بألعاب بيكين حيث أحرزت ميداليتين، فضية وبرونزية في رياضة الجيدو، فذلك لا يخفي النتائج المخيبة للآمال التي أحرزها الرياضيون الجزائريون ال39 بلندن. خيبة كبيرة في الملاكمة والجيدو رغم وجود 8 ملاكمين الذين تم تأهيلهم بقيادة بطل العالم عبد الحفيظ بن شبلة، أخفقت الملاكمة الجزائرية في إحراز أية ميدالية، حيث لم يتمكن أي ملاكم من بلوغ المربع الأخير الذي يعادل ميدالية برونزية على الأقل. وحتى و إن كانت بعض قرارات الحكام “مصيرية” بالنسبة لبعض الملاكمين فهذا لا يفسر الهزيمة التي مني بها الفن النبيل الجزائري. ويعتبر بعض الملاكمين من ذوي الخبرة على غرار عبد القادر شادي وشعيب بولودينات أحسن مثال على الخسارة المفاجئة من خلال الإقصاء المسبق منذ الدور الأول، حتى وإن اعتبر المدير التقني الوطني مراد مزيان أن أداء هؤلاء الملاكمين كان عموما “مرضيا”. ولم يخف رئيس بعثة الوفد الجزائري محمد عزوق خيبة أمله بعد نتائج الاختصاص معتبرا أن الملاكمين لم يكونوا في مستوى التطلعات بالرغم من الوسائل الهامة التي وضعتها السلطات العمومية تحت تصرفهم. وأشار في تصريح لواج أن “الدولة استثمرت كثيرا في رياضة الملاكمة. ولكن مع الأسف لم يتم تسجيل نتائج لذا يجب تغيير السياسة والتفكير في رياضات أخرى”. وفي الجيدو كان إقصاء صورية حداد وصونيا عسلة في الدور الأول بمثابة الصدمة، ما يؤكد تراجع الاختصاص خلال السنوات الأربع الأخيرة التي لم يتمكن فيها المصارعون الجزائريون من فرض أنفسهم على المستويين الإفريقي والعربي. هذا ما جعل الرئيس السابق للاتحادية الجزائرية للجيدو، محمد مريجة، يصرح بأنه تم “تحطيم” كل ما تم إنجازه في الماضي وكان “من المتوقع” تسجيل مثل هذه النتائج. واعتبر مدرب لاعبة الجيدو صورية حداد، محمد بوحدو، الذي أصبح مديرا تقنيا وطنيا بقطر أن اللاعبين الجزائريين بحاجة إلى تكفل حقيقي وعمل على المدى الطويل للتوصل إلى منافسة الآخرين على الصعيد الدولي. الاختصاصات الأخرى “لا حدث” لم يكن حظ الاختصاصات الرياضية الأخرى أوفر، وعكست النتائج المتوصل إليها بلندن بوضوح نكستها. ففي سباق الدراجات اضطر الدراج عز الدين لعقاب للانسحاب نظرا لعطب في دراجته، بينما في رياضة الرماية انتقل الرياضي فاتح زيادي الذي احتل المرتبة ما قبل الأخيرة في مسابقة 10 أمتار مسدس الهواء المضغوط إلى لندن دون مدربه. وفي رفع الاثقال لم يستفد الشاب وليد بيداني الذي حسن رقمه الشخصي إلا من تربص دام 34 يوما فقط ببولونيا للتحضير لهذه الألعاب. وفي الكرة الطائرة لم تكن المشاركة الجزائرية الثانية لفئة الإناث في المستوى من خلال تسجيل خمس انهزامات في خمس مباريات، حيث جئن في المرتبة الأخيرة في المجموعة أ. وكان الشوطان اللذان كسبهما الفريق النسوي ضد بريطانيا النتيجة الإيجابية الوحيدة التي حققتها زميلات زهرة بن سالم.