نوار العربي: "مكاسب مادية معتبرة حققت للأساتذة دون تغيير الأنانية المحتكمة إلى "نظرية الكسل" أطلق المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”كناباست” نداء لجميع الأساتذة يدعو إلى وضع ميثاق لأخلاقيات مهنة التدريس يتضمن منع المدرس من التدخين داخل المؤسسة التربوية وعدم تقديمه دروسا خصوصية وتدعيمية للتلاميذ الذين يدرسون عنده في القسم ووجوب التزامه بمواعيد تصحيح الامتحانات والفروض التي يعطيها للمتمدرسين. أوضح المنسق الوطني لنقابة الكناباست، نوار العربي،في بيان سماه ”نداء من أجل أخلاقيات التدريس” – تلقت ”الفجر” نسخة منه ”أن مطالبته بوضع أخلاقيات لمهنة التدريس جاءت بعد الذي تحقق من مكاسب لقطاع التربية؛ حيث أصبح المربي يتمتع بقانون أساسي متفتح ومحفز ونظام تعويضي يثمن المهنة وخدمات اجتماعية يسيرها منتخبون من طرف عمال القطاع”، مضيفا أن ” كل هذه المكاسب - في انتظار تحقيق المزيد منها - وما لها من دور كبير في رفع مكانة المربي الاجتماعية لا تكفي وحدها لرفع هامة المربي والحفاظ على كرامته ما لم يتفرغ كلية لعمله الرسالي بأن يدرك أن عمله مهمة سامية ليس وظيفة عادية فهو الذي أوكلت له مسؤولية تكوين وتدريب مواطن الغد، لذا يجب عليه الابتعاد عن كل ما يشين مهنته ويدني من سمعته فيلزمه أن يكون مثالي الأخلاق، متورعا عن القيام ببعض التصرفات وإن كانت مقبولة لغيره”. ومن بين الممنوعات التي وضعها منسق الكناباست للمدرس، وجوب ”أن يمتنع عن التدخين في المؤسسة التي يعمل بها ويبتعد عن بذاءة الكلام مهما كانت ظروفه فلا يبحث عن أعذار لقيامه بهذه الممارسات وأن يحرص على أن يطبق هو ما يعلمه للتلاميذ - وخاصة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة - من مبادئ الأخلاق وسلوكات المواطنة ومظاهر حب الوطن”. وشدد نوار العربي على ضرورة التزام المدرس بالأخلاق والسلوكيات التي يدعو إليها كضرورة احترامه لقانونين المرور مثل ما يدعو تلاميذه لتطبيقها، مردفا في هذا الشأن بالقول ”إن الأستاذ الذي يعد تلامذته بتصحيح الفرض أو الامتحان في الحصة القادمة، ثم يخلف لأي سبب كان ثم يضرب لهم موعدا آخر ثم لا يفي بوعده، بهذا يكون هذا الأستاذ قد زرع في تلامذته مبدأ من المبادئ التي تسير حياتهم المستقبلية سواء الدراسية أو العملية” وهو التسويف الذي يعتبره أمرا مقبولا لأنه كان يمارسه معلمه وهو مثله الأعلى. وأضاف ”وقد يتمادى بعض المربين بأن لا يصحح لطلبته امتحانهم ويعمد إلى وضع علامات وهمية لا تستند إلى سلم ولا جدية رغم ما لتقييمه لعملهم من أهمية في تكوينهم وتوجيههم وتحديد مصيرهم الدراسي والمهني وهذه ممارسة تشينه ولا تزينه”. ودعت نقابة الكناباست المربي إلى” أن لا يضع نفسه موضع تهمة ويبتعد عن كل ما قد يسيء لسمعته ويمس بشرف مهنته، فإذا أعطى دروسا خصوصية للتلاميذ فيجب أن يمتنع عن إعطاء هذه الدروس للتلاميذ الذين يدرسون عنده في القسم بالثانوية أو المتوسطة حتى لا يتهم بابتزاز التلاميذ ويرفض شرح الدروس في القسم ومطالبة التلاميذ بالقدوم إلى الدروس الخصوصية مقابل مبالغ مالية، وحتى لا يتهم بحل مواضيع الاختبارات في الدروس الخصوصية قبل أدائها في القسم فيتحصل التلميذ على علامة كبيرة يجعل أولياءه يشعرون بتحسن مستواه وهو في الحقيقة غير ذلك”. وحسب نوار العربي، فإن ”من يعمد إلى هذا من الأساتذة فقد اعترف ضمنيا أنه مقصر في حق تلاميذه في القسم فمن من مهامه الشرح الجيد والأخذ بأيدي التلاميذ والقضاء على أي غموض لديهم”. ويرى مطلق هذا النداء أنه ”من الواجب وضع إطار قانوني لحماية مهنة المربي من ممارسات تسيء بكثير للمهمة المنوطة برجال التعليم ويكون هذا الإطار القانوني في شكل أخلاقيات للمهنة بحيث يكون من نتائجه أن يكون من أخل بهذه الأخلاقيات لا يستحق أن يكون ممارسا لمهنة التدريس، ولا يمكن أن يؤتمن على المتعلمين، ويكون للمربي، مهما كان انتماؤه النقابي أو المؤسساتي الوظيفي، التزام أخلاقي باحترام هذه الأخلاقيات ويتم تكوين المربين وخاصة الناجحين في مسابقات التوظيف في ميدان هذه الأخلاقيات”. وبين نوار العربي أنه ” لا أقصد أن تكون أخلاقيات المهنة هذه قانونا للعقوبات ضد المدرسين والمربين، بل هي أمور يتبناها هؤلاء بكل رحابة صدر ومن لم يتقبل ذلك أو لم يتمكن من العمل بها فأعتقد أنه لم يخلق لمهنة التدريس وعليه أن يجد مهنة أخرى تقبله ويقبلها حتى لا يعيش تحت ضغط لا قبل له به وهنا أؤكد أن الأغلبية الساحقة من الأساتذة تطبق ما تراه من هذه الأخلاقيات وإنما يجب أن توحد في وثيقة تصبح جامعة مانعة وملزمة أخلاقيا للجميع”. واعترف نوار العربي أن ”النضالات النقابية ربما قد حققت مكاسب مادية معتبرة للأساتذة لكنها لم تتمكن من تغيير ذهنيات الكثير منهم المتسمة بالأنانية المفرطة المحتكمة إلى ”نظرية الكسل” التي تنبني على العمل القليل والأجر الكبير دون البحث عن مردودية العمل والاهتمام باستمرارية المؤسسة ناهيك عن الاهتمام بل والمطالبة بالتكوين المستمر لتحسين المستوى واستيعاب الجديد من الطرق والمناهج”.