لايزال المرضى بأغلب المناطق بولاية سطيف يعانون في صمت نتيجة نقص الخدمات وندرة الأدوية بالمؤسسات الاستشفائية والمراكز الصحية. ما زاد من حدة معاناة المرضى غياب الأجهزة الطبية المختلفة، حيث يجد المرضى أنفسهم مجبرين على مغادرة المستشفى لإجراء بعض فحوصات الأشعة وهم في حالة صحية متدهورة، إلى جانب نقص الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، على غرار مرض السل، حيث اشتكى المرضى من ندرة الأدوية، لاسيما دواء “أر أش زاد” المضاد للسل الذي لا يتوفر إلا بالمركز الولائي المختص في مكافحة السل، حيث اتهم المرضى القائمين على هذا المركز بالجهوية في التعامل مع المرضى، إذ لم يتم علاجهم أو منحهم هذا الدواء بحكم أنهم لا يقطنون بمدينة سطيف. ورغم شكاويهم إلى مديرية الصحة إلا أن مشكل احتكار الدواء من قبل هذا المركز لا يزال قائما، وهو ما جعل المرضى يطالبون وزارة الصحة بفتح تحقيق في طريقة وكيفية توزيع هذا النوع من الدواء النادر من قبل مديرية الصحة لولاية سطيف. وفي بلدية الطاية الواقعة بدائرة حمام السخنة، جنوب ولاية سطيف، أكد السكان أن العيادة المتعددة الخدمات بالرغم من توفرها على كل الوسائل والتجهيزات الطبية الضرورية، إلا أنها مازالت تفتقر إلى المداومة الطبية ومصلحة للاستعجالات وقاعة للتوليد زيادة على النقص الكبير في الطاقمين الطبي وشبه الطبي. من جهة أخرى فإن العيادة المذكورة لا تشتغل سوى مدة ست ساعات في اليوم أي من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الثانية بعد الزوال، وبالتالي أضحت تعاني من الازدحام والاكتظاظ، ذلك أن الطاقم المشرف عليها يضطر إلى تسجيل عدد معين من المرضى الذين يقصدونها للعلاج في حين يطلب من بقية المرضى العودة في اليوم الموالي، وهو الأمر الذي يزيد من معاناة العديد من هؤلاء المرضى، خاصة في الحالات الاستعجالية كما هو الشأن بالنسبة للنساء الحوامل أو بالنسبة للمصابين بأمراض الربو، والذين كثيرا ما يضطرون للتنقل إلى العيادتين الكائنتين ببلدية حمام السخنة مقر الدائرة أو بلدية تاجنانت التابعة لولاية ميلة، وذلك في ظروف جد مزرية، فهؤلاء المرضى يدفعون مبالغ مالية تتراوح بين 4000 إلى 5000 دج لتسديد مستحقات التنقل، وهي مبالغ أثقلت كاهلهم، خاصة أن أغلبهم يعانون من الفقر والبطالة. تجدر الإشارة إلى أن بلدية الطاية النائية لا تتوفر حاليا إلا على العيادة المذكورة بالإضافة إلى قاعتي علاج في كل قريتي أولاد عدوان وأم لعجول، وبطبيعة الحال فهي غير كافية لتغطية احتياجات السكان البالغ عددهم حوالي 12 ألف نسمة، يضاف إليهم سكان بعض المداشر التابعة لبلدية تاجنانت على غرار مشاتي القابل، أولاد بوزيد والطين، وهي مناطق لا تبعد عن العيادة المذكورة سوى بمسافة لا تتجاوز ثلاث كيلومترات و يقطنها ما يقارب من 7000 نسمة. من جهة ممثالة تعاني بلدية بوعنداس الواقعة شمال غرب ولاية سطيف من نقص كبير في الهياكل الصحية، الأمر الذي يؤثر سلبا على الظروف المعيشية للسكان الذين يقطعون مسافة عدة كيلومترات من أجل أبسط العلاج. البلدية لا تتوفر حاليا سوى على عيادة متعددة الخدمات بمركز البلدية، بالإضافة إلى قاعتين للعلاج بكل من قريتي الشريحة وبني بوربان. وحسب ممثلي سكان المنطقة فإن العيادة المذكورة تعاني من نقص في التأطير والوسائل الطبية الضرورية، رغم أنها تتكفل بالمرضى الذين يتوافدون عليها يوميا من كل البلديات التابعة لدائرة بوعنداس، وكذا سكان العديد من القرى والمداشر التابعة لولاية بجاية المجاورة. ذات المصدر أوضح أن السكان يضطرون إلى التنقل إلى مستشفى مدينة بوقاعة أو المستشفى الجامعي بعاصمة الولاية وهذا في الحالات المستعجلة، حيث يجدون صعوبات كبيرة في التنقل بسبب تدهور وضعية الطرقات ونقص وسائل النقل خاصة على مستوى القرى والمداشر المعزولة.