"الكناباست" تدعو بابا أحمد إلى تكريس الحوار قبل استعمال الطرق القانونية ضده كان لخبر استبعاد أبو بكر بن بوزيد من وزارة التربية وقع كبير لدى نقابات التربية التي كانت قد دخلت في صراعات كثيرة معه في عهده، ورغم الاختلاف الكبير حول طريقة تسيير قطاع التربية، إلا أن هذه الأخيرة اعتبرت رحيله خسارة للقطاع الذي قدم لها في الآونة الأخيرة الكثير، بتلبيته عدة انشغالات بعد أن أجمعت أنه حقق إنجازات هامة لموظفي القطاع عقب استطاعته فتح ملف إعادة النظر في القانون الخاص لعمال التربية الذي لم يعرفه أي قطاع، وتمكنه من إقناع الحكومة بصرف تعويضات إضافية في منح المنح والعلاوات، وكذا تجريد المركزية النقابية من أموال الخدمات الاجتماعية التي استولت عليها منذ 17 سنة. وحسب قول المنسق الوطني للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”السنابست” مزيان مريان، فإن الوزير السابق للتربية حقق إنجازات هامة لموظفي القطاع؛ حيث أكد أن بن بوزيد استطاع أن يفتح ملف إعادة النظر في القانون الخاص لعمال التربية وهو إجراء إيجابي، على حد تعبيره، باعتبار أنه لم يعرفه أي قطاع، مثمنا بذلك أبواب الحوار التي فتحها بن بوزيد مع مختلف النقابات. ودعا مزيان الوزير الجديد عبد اللطيف بابا أحمد بالمناسبة إلى فتح المزيد من أبواب الحوار وإيجاد حلول للمشاكل المطروحة والاستماع إلى الشركاء الاجتماعيين، وشاطره الرأي المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين عمراوي مسعود الذي قال إن وزير التربية السابق أبو بكر بن بوزيد استطاع أن يفتح ملفات هامة في القطاع وتحقيق إنجازات مهمة وعلى رأسها النظام التعويضي، مضيفا أن حصيلته كانت إيجابية وبأنه الوزير الوحيد الذي تمكن من إعادة النظر في القانون الأساسي. ودعا من جهته عمراوي بابا أحمد إلى إعادة فتح الملفات المطروحة بجدية ومعالجة اختلالات القانون الأساسي المعدل، بالإضافة إلى ملف الخدمات الاجتماعية الذي قال إنه يراوح مكانه مع التكفل بانشغالات عمال الجنوب خاصة فيما يتعلق بمنح المناطق والامتياز والسكن، إضافة إلى فتح ملف طب العمل. في المقابل، أكد المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، نوار العربي، أن ذهاب الوزير السابق للتربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد جاء في مرحلة حققت فيها النقابات خلال المدة الأخيرة مطالب كثيرة، مشيرا الى أنه وخلال اللقاء الأخير الذي جمعهم ببن بوزيد تعهد أمام ممثلي موظفي القطاع بفتح ملفات أخرى، في حين أن المكلف بالإعلام مسعود بوديبة اعتبر أن ”الكناباست” لا تتعامل مع الأشخاص وإنما مع المؤسسات، وأضاف أن النقابة تنتظر معالجة الملفات المطروحة سواء التي تحمل الطابع الاستعجالي أو التي هي قيد الدراسة، داعيا في هذا الإطار وزير التربية الجديد، بابا أحمد عبد اللطيف إلى الحوار والتشاور والارتقاء بهذه العلاقة إلى مرحلة التفاوض، وأكد أنه وفي حال عدم الاستجابة للمطالب وغلق أبواب الحوار سوف يكون الرد حاسما تجاهها، قائلا: ”لدينا الوسائل التي نرد بها”. أما رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية، عبد الكريم بوجناح، فقال ”إننا لا يمكن أن ننسى ما قدمه وزير التربية أبو بكر بن بوزيد للقطاع منذ استوزاره كحصولنا رفقة باقي الشركاء الاجتماعيين على بعض المطالب التي كانت مطروحة عليه في وقت سابق من بينها القانون التعويضي والقانون الخاص” غير أنه أكد أن ما تشهده الساحة من غليان في بداية الدخول الاجتماعي من طرف المساعدين التربويين والأسلاك المشتركة والمعلمين تتطلب حلا سريعا من الوزير الجديد، مرجعا أسبابها إلى ”الإجحاف والظلم” الواضح لبعض الأسلاك بهدف زرع الحقد والانشقاق بين الزملاء، واعتبر بوجناح ”أن فتح باب الحوار مع وزير التربية الجديد سيحل هذا المشكل نهائيا”. وحذر بوجناح الوصاية ”من التمادي في تجاهل المطالب الشرعية لعمال القطاع بكل فئاتهم محملة إياه المسؤولية في الاستقرار الاجتماعي والذي ”قد يؤدي إلى انزلاقات لا تحمد عقباها”، في حين يأمل ممثل مجلس ثانويات الجزائر ”الكلا” عاشور إيدير من الوزير الجديد القيام بتغييرات جذرية في تسيير قطاع التربية، ودعا إلى وضع صوب عينيه ملف إصلاحات المنظومة التربوية وذلك بمشاركة جميع النقابات والمختصين في ميدان التربية.