قالت صحيفة ”ذي غارديان” البريطانية، أمس، إن المواطنين في بنغازي يخشون من أن تكون الحركة الجهادية وراء انسلاخ ليبيا عن الدعم الغربي، ويشعرون بالأسى لعدم اتخاذ الحكومة الليبية أي إجراء في هذا الشأن. وقال مراسل الصحيفة كريس ستيفنز من مدينة بنغازي: ”بقي علم ميليشيا أنصار الشريعة الإسلامية الأسود يرفرف على قاعدتها في وسط بنغازي، إلا أن التوتر يسود حاميتها المتخوفة من حدوث عمليات انتقام بعد مقتل السفير الأمريكي في ليبيا مساء يوم الثلاثاء الماضي”. ونقلت الصحيفة البريطانية عن أهالي بنغازي قولهم إن أنصار الشريعة قاموا بدور في عملية اقتحام القنصلية الأمريكية وخلفوا وراءهم أربعة قتلى من الأمريكيين. وعند بوابة مجمع الميلشيا، قال احد القادة الملتحين وكان يرتدي ملابس سوداء من رأسه إلى أخمص قدميه أن الحديث في الداخل يدور حول سفينتين حربيتين أميركيتين أرسلتا إلى الساحل الليبي. وأضاف: ”إنهما سفينتان حربيتان. ويتحدث عنهما كل شخص. اعرف إنهما هناك، فما الذي احتاج إليه لإثبات ذلك، هل أسبح إلى هناك”. وجهت الاتهامات إلى أنصار الشريعة فيما يتعلق بالهجمات الأخيرة على أهداف غربية، ومنها تدمير قبور جنود الكومنويلث وهجوم بالصواريخ على السفير البريطاني وكانت المجموعة قد تشكلت في أوائل انتفاضة العام الماضي، وقام أعضاؤها بعدد كبير من أوائل العمليات القتالية التي جعلت الخط الأمامي أكثر استقرارا في مارس2012 عندما هددت قوات موالية لمعمر القذافي بالاستيلاء على بنغازي. وحسب الصحيفة البريطانية، فإن أنصار الشريعة أقاموا قاعدة رئيسية لهم على بعد 100 أميال إلى الشمال الشرقي من مدينة درنة الساحلية، وتعرف بأنها مركز المحافظين الإسلاميين في ليبيا. وفي هذا الموقع تشكلت الجماعة الإسلامية المقاتلة لمقاومة القذافي في تسعينات القرن الماضي. وعندما سُحقت، فر أعضاؤها للانضمام إلى صفوف الإسلاميين في أفغانستان. والمسؤول عن الأمن في بنغازي هو فوزي يونس القذافي، وينتمي إلى القبيلة نفسها التي كان الدكتاتور الليبي السابق ينتمي إليها، إلا انه تعرض للسجن خلال فترة حكم النظام السابق بسبب وجهات نظره السياسية. وقال يونس القذافي، رئيس فرع بنغازي للجنة الأمن العليا، وهي القوة العسكرية الوطنية الوحيدة، أن أنصار الشريعة ظلوا بعيدين عن الجهاز الأمني. في سياق متصل، وبعد تضارب الأنباء حول هوية المحتجين الذين قاموا باستهداف القنصلية الأمريكية، ذكر، أمس، مركز أمريكي متخصص في مراقبة المواقع الإلكترونية الإسلامية، أن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب أعلن أن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازى يأتي ”انتقاما” لمقتل أبويحيى الليبي. ونقل مركز ”سايت” عن بيان للتنظيم أن ”وفاة الشيخ أبويحيى الليبي أثار الحماسة والعزم في نفوس أبناء عمر المختار للانتقام ممن سخروا من نبينا”.