أماطت صحيفة (إندبندنت) البريطانية اللثام عن مجموعة من التفاصيل الخطيرة حول مقتل السفير الأمريكى وعدد من أفراد البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي الليبية، وذكرت أن الحادث يُعتبر نتيجة للاختراق الأمني المستمرّ. قالت الصحيفة: (عدد من المسؤولين الأمريكيين كانوا يعرفون أن هناك مخطّطًا للهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، وعلى السفير كريس ستيفنز الذي قتل في بنغازي بعد عودته إلى هناك في زيارة قصيرة، حيث كان من المفترض أن تكون تفاصيل تلك الزيارة سرّية). وأضافت الصحيفة البريطانية: (الإدارة الأمريكية تعاني مأزقًا حقيقيًا في ليبيا، حيث أن العديد من المستندات السرّية المتواجدة في قنصلية بنغازى فُقدت تماما في أعقاب الهجوم الأخير، كما أن المواقع الآمنة التي من المفترض أن يختبئ فيها باقي أعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية تعرّضت لهجوم بقذائف الهاون). وتابعت الصحيفة البريطانية في تقريرها: (المستندات المفقودة من القنصلية الأمريكية تحوي أسماء لعدد من الليبيين الذين يعملون مع الولايات المتّحدة، وهو ما قد يعرِّضهم للخطر من جانب الجماعات المتشدّدة، كما أن مستندات أخرى تحوي تفاصيل وتعاقدات النّفط التي أجرتها الولاياتالمتحدة مع الحكومة الليبية)، وأشارت إلى أن مصدرًا دبلوماسيًا أمريكيًا كشف أن معلومات وصلت إلى وزارة الخارجية الأمريكية تفيد بأن القنصلية الأمريكية في بنغازي، وكذلك السفارة الأمريكية في القاهرة سوف تتعرّضان لهجوم قبل أحداث بنغازي بحوالي 48 ساعة، بالإضافة إلى استهداف أفراد البعثات الدبلوماسية هناك، إلاّ أنه بالرغم من ذلك لم يتمّ تحذير العاملين في تلك السفارات. كما أوضحت الصحيفة أن هناك اقتناعا راسخا لدى العديد من الأوساط الأمريكية بأن هجوم بنغازي لا يتعلّق بالإساءة إلى الإسلام وإنما هو هجوم مخطّط، حيث أنه شهد استخداما واسعا للأسلحة الصاروخية. واختتمت الصحيفة البريطانية بأن الهجوم ربما جاء للانتقام من مقتل محمد حسن القائد أحد زعماء القاعدة خلال هجوم جوي أمريكي في باكستان. يُذكر أن أمريكا سارعت فور مقتل سفيرها في بنغازي إلى إرسال بارجتين حربيتين إلى السواحل الليبية تحملان جنود مارينز وطائرات دون طيّار بذريعة ملاحقة قتلة السفير، وهو ما يكشف جزءا من المخطّط الأمريكي وأسباب عدم مسارعتها إلى تحذير دييبلوماسييها في قنصلية بنغازي قبل الهجوم وكأنها تبحث عن 11 سبتمبر ثانية لتبرير إرسال المارينز إلى عدد من الدول العربية.