اختصرت تونس الطريق نحو حل المعضلة السورية، بالحديث مباشرة على مرحلة إعمار سوريا، وتشكيل حكومة وحدة وطنية مشكلة من قوى المعارضة، بدعم من الدول المانحة، وفي وجود قوة حفظ أمن وسلام عربية أسماها ”قوة عبد القادر الجزائري”،، وهو موقف جاء في غياب مبادرات سياسية جديدة على الساحة الدولية، وأمام تجديد حلف الناتو موقفه من عدم التدخل العسكري في سوريا، وتوجيه الحكومة دعوات للحوار مع المعارضة. فمع اتساع نطاق العمليات العسكرية، دعا رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي القوى الراغبة في الانخراط في العملية السياسية في بلاده إلى الانضمام إلى طاولة الحوار، في كلمة ألقاها أمام مجلس النواب السوري أمس الثلاثاء. ومن جانبه، دعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، إلى بدء العمل عربيا ودوليا لمرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، مطالبا الدول المانحة بالاستعداد لإعادة إعمار سوريا، معتبرا أن نظام الأسد انتهى. وقال المرزوقي في مقابلة مع جريدة ”الحياة” اللندنية، نشرت أمس الثلاثاء ”من الآن يجب أن نستعد لهذا وأن تستعد الدول المانحة أيضا لدعم إعادة إعمار سوريا ثم يجب دفع المعارضات المختلفة الآن إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وتقود المرحلة الانتقالية التي ستكون صعبة جدا”. وأضاف المرزوقي وهو ناشط حقوقي: ”هناك خوف من مختلف الأقليات ولطمأنتها -إن صح التعبير- لا بد أن يكون في المرحلة الانتقالية، قوة حفظ أمن وسلام عربية وسميتها أيضا قوة عبد القادر الجزائري”. أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ”اندرس فوغ راسموسن”، فقد أعلن، أول أمس الاثنين، أن الحلف ”ليس لديه أي نية للتدخل في سوريا”، غير أنه عبر في الوقت ذاته عن ”قلق الحلف الشديد” حيال الأسلحة الكيميائية السورية. وذكر طرفا النزاع في سوريا أن اشتباكات عنيفة تصاعدت في عدة أجزاء من البلد، إذ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 11 شخصا على الأقل قتلوا في سوريا فجر أمس الثلاثاء في قصف وهجمات، ولا سيما في ريف دمشق، في حين تواصلت في حلب الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، بينما قال التلفزيون السوري إن قوات الأمن السورية دمرت ما تطلق عليه ”أوكارا إرهابية وصادرت أسلحة وذخيرة”. وذكرت وسائل إعلامية حكومية أن عدة متمردين قتلوا بمن فيهم تونسي. وقال المرصد في بيان تلقت وكالة ”فرانس برس” نسخة منه، إن مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة سقط فيها قتيلان إثر القصف الذي تعرضت له فجر أمس الثلاثاء. كما قتل ما لا يقل عن ستة من القوات النظامية المتمركزين في مبنى البرج الطبي بدوما، إثر اقتحام المبنى من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة. وأضاف المرصد أن مدينة الزبداني في المحافظة نفسها ”تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تحاصر المدينة منذ أشهر”.