انتشرت، في الأشهر الأخيرة، وبشكل لافت للانتباه، ظاهرة الشعوذة وسط المجتمع المحلي ببلدية ڤمار بالوادي، وهو ما حوّل بعض أحيائها إلى مقصد لمحترفي هذه المهنة الشيطانية، وباتت في تزايد كبير جدا لكونها تجارة مربحة وأصحابها يجنون أموالا طائلة منها، في ظل استعطاف شريحة واسعة من المغبونين والجهلاء بتعاليم الدين الحنيف الناهية عن هذا الدجل في الوسط الاجتماعي. وأوضح عدد من سكان بلدية ڤمار، التي تعتبر منارة للعلم والعلماء، أنهم يشتكون منذ مدة من تصرفات بعض المشعوذين الذي حولوا منازلهم إلى مكان لممارسة مختلف طقوسه الشيطانية، أين أصبح هذا المنزل مزارا لمختلف الأشخاص من داخل وخارج الولاية، بل وتعدت شهرته لتصل إلى تونس الشقيقة. وحسب هؤلاء السكان فإن أحد هؤلاء المشعوذين يقطن بحي الباب الشرقي، وهو في الأربعينيات من عمره، ينحدر من مدينة تماسين بورڤلة، قدم لبلدية ڤمار وخصص منزله إلى مكان يقصده العشرات من الأفراد من “مرضى النفوس” لطلب العلاج بطرق محرمة شرعا، من خلال قراءة الكف وعمل الحجاب وكذا زعمه إبطال السحر، وكذا تزويج العوانس، وغيرها من الأعمال التي يشتهر بها مثل هؤلاء الأشخاص الذين يطلق عليهم محليا باسم “الطالب”. وتعدت شهرة المعني لتصل إلى تونس، حيث يؤكد الجيران أن العشرات من السيارات التي تحمل ترقيم دولة تونس تقصد منزله يوميا. وأكثر من يتردد عليه هم النسوة اللائي يقدم ما غلا ثمنه وقل وزنه، حسب محدثينا، حيث يعرف على هذا “الطالب” اشتراطه تقديم المصوغات نظير العلاج الرباني. لذا يطالب سكان حي باب الشرقي مصالح الأمن بالتدخل وتوقيف هذا المشعوذ النصاب الذي لا علاقة له بالرقية الشرعية. ومن الغرائب التي سردها هؤلاء أن هذا المشعوذ الذي يدعي معالجة المرضى بالقرآن يقرأ “الكتاب” وهو يدخن سيجارة، حيث أن تصرفاته المشبوهة أقلقت السكان، وكذا روائح البخور تنبعث يوميا في شكل دخان من منزله أرقت جيرانه. بينما تؤكد مصادرنا أن مصالح الأمن بڤمار لم تصلها أي شكوى من الجيران حول هذا المشعوذ، وفي حال وصول هذه الشكوى فإن ذات المصالح ستتحرك لتفتح تحقيق في تصرفاته المشبوهة. كما ذكر أشخاص آخرون أن الظاهرة تأخذ أبعادا خطيرة في القرى النائية والبعيدة، أين تنعدم عملية المراقبة، وهو ما يدفع هؤلاء المشعوذين لممارسة نشاطهم بكل أريحية لكن بأشكال خطيرة جدا، كون غالبية المواطنين الذين يقصدونهم من النساء الغافلات اللائي يعرضن حياتهن وعرضهن للخطر.. وهو ما جعل عدة أوساط فعالة تطالب السلطات الأمنية بضرورة فرض رقابة صارمة على ممتهني هذه الحرفة لتخليصهم من الدجل.