تعتزم مؤسسة صناعة العتاد الفلاحي بسيدي بلعباس، مستقبلا، دخول السوق العالمية من خلال تسويق أجزاء من منتجاتها والمتمثلة في الحاصدات، لدول مجاورة وعربية على غرار السودان والعراق، لتتسع بعدها إلى دول أخرى. وقد جاء هذا القرار بعد تحقيق هذه الأخيرة نتائج جد مرضية في مجال صناعة الحاصدات، حيث تمكنت المؤسسة بفضل شراكتها مع مؤسسة سامبو الفنلندية من إنتاج 500 حاصدة سنة 2011، بالإضافة إلى 300 حاصدة تم إنتاجها سنة 2012، ناهيك عن الاتفاقية التي تم إبرامها مع وزارة الفلاحة والقاضية بتوفير ألف حاصدة، السنة المقبلة، من أجل تجديد الحظيرة الوطنية التي أضحى عتادها قديما ومهترئا وغير صالح للاستعمال، وذلك من خلال دعم الفلاحين وتمكينهم من الحصول على حاصدة جديدة، حيث يستفيد هؤلاء من دعم مالي يقدر ب70 بالمئة من القيمة المالية لآلة الحصاد، وما تبقى يمكن الحصول عليه بواسطة قرض. وبهدف توسيع نشاطها،أطلقت المؤسسة مشروع استثمار قوامه 120 مليون دج لاقتناء ماكنات عصرية موجهة لإنتاج قطع الغيار الخاصة بآلة الحصاد الجديدة، على أن تصل نسبة 70 بالمئة من القطع التي تحتاجها الحاصدة في غضون السنوات القادمة. ومن جهة أخرى تتجه المؤسسة إلى صناعة أنواع أخرى من العتاد الفلاحي، باستثناء الحاصدات، على غرار المحراث بالأسطوانة، أداة الحش، الآلة اللاقطة الضاغطة، آلة البذر والصهريج. هذا وتهدف الإستراتيجية المسطرة من قبل المؤسسة والمتضمنة اتفاقية الشراكة مع المؤسسة الأجنبية، إلى وضع برنامج لتكوين التقنيين والمهندسين على أيدي خبراء من الشركة الأجنبية يزورون المؤسسة أربع مرات في السنة، بالإضافة إلى برنامج آخر يهتم بترقية المهارات والكفاءات لهؤلاء العمال، من خلال إرسالهم على أفواج إلى الشركة الفنلندية من أجل التكوين ونقل الخبرات والتكنولوجيات الحديثة. ومن جهة أخرى تنوي المؤسسة تعزيز طاقمها البشري من خلال رفع عدد عمالها خاصة فئة المهندسين والعمال المؤهلين من 78 إلى حدود 120 عامل. وللإشارة، فإن مؤسسة إنتاج العتاد الفلاحي باشرت صناعاتها ب1800 عامل سنة 1976 ليتقلص العدد سنوات التسعينات بسبب الضائقة المالية التي كادت تصل بها إلى الإفلاس، قبل أن تستفيد من مخطط لإعادة الإنعاش ودعم من قبل الدولة، حيث قام مسيروها بإنشاء شركة مختلطة مع شركة أجنبية فنلندية داخل الشركة الأم سنة 2010.