"الجزائر ترفض توقيع معاهدة الصداقة" نفى لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي، أن تكون زيارة رئيس بلاده هولاند للجزائر، تحمل اعتذارا رسميا عن الجرائم الاستعمارية لفرنسابالجزائر، مؤكدا لأول مرة أن الجزائر ترفض التوقيع على معاهدة صداقة مع بلاده، بل تريد شراكة إستراتجية حسب فابيوس، الذي أكد أن فرنسا ترغب في التدخل العسكري بمالي في ديمسبر المقبل وقبل تحرير رهائنها المحتجزين هناك. ضع مسؤول الدبلوماسية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، في حديث مطول لاذاعة ” أوربا 1”، حدا لما راج عن عزم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تقديم اعتذار رسمي للجزائر خلال الزيارة المرتقبة التي يؤديها في ديمسبر المقبل، وقال فابيوس في هذا الصدد ”هذه الزيارة لاتعد أن تكون مناسبة لتقديم اعتذار من فرنسا على تاريخها الاستعماري”، مضيفا ”الجزائريون لا يفضلون أبدا العودة إلى الماضي”. ياتي كلام وزير الخارجية الفرنسية في الوقت الذي تصر مختلف الفعاليات السياسية بالجزائر والأسرة الثورية على ضرورة تجريم الاستعمار وحمله على التعويض والاعتراف طيلة 131 سنة من الاحتلال الفرنسي، وكان اعتراف خليفة الرئيس ساركوزي بالجرائم الاستعمارية ل 17 أكتوبر 1961 صاحبه أقاويل عن رغبته بطي الملف التاريخي مع الجزائر من خلال اعترافه بالجرائم الاستعمارية في خرجته الأولى للجزائر. وعاد وزير الخارجية الفرنسي إلى مشروع معاهدة الصداقة، حيث كشفت الدبلوماسية الفرنسية لأول مرة أن الجزائر رفضت طلبا لتوقيع معاهدة الصداقة وأبلغت السلطات الفرنسية أنها تريد بذل ذلك، حسب تصريحات فابيوس ”شراكة استراتجية قوية”، مضيفا في هذا الصدد ”أصدقاؤنا الجزائريون لا يفضلون هذا النوع من الإجراءات القانونية بل يريدون شراكة استراتيجياتهما معنا وهي نفس الرغبة التي نتقاسمها معهم”. وفي ملف الوضع الأمني بمنطقة الساحل الإفريقي وصف فابيوس الحالة في مالي بالخطير جدا، أما عن التدخل العسكري الفعلي الذي تبحث عنه فرنسا بالمنطقة فقال فابيوس، إنه سيكون قبل نهاية السنة الجارية 2012 ولم يستبعد أن يكون أيضا قبل تحرير الرهائن الفرنسيين المحتجزين هناك، وعن الدور الفرنسي في هذا التدخل قال وزير خارجية باريس ”سيكون دورنا دور الوسيط أو المسهل للعمليات في المنطقة من الاستخبارات والتدريبات وعلى أكثر تقدير التغطية الجوية”. وعن موقف الجزائر الذي تعتبر بلدا محوريا في مكافحة الإرهاب العالمي بصفة عامة والساحل الإفريقي بصفة خاصة، أورد المسؤول الفرنسي أن الجزائروفرنسا متفقتين على مبدأ احترام السيادة للدول مضيفا أن الجزائر الذي عانت من ويلات الإرهاب ترفض أن يمتد خطره إليها.