قالت المكلفة بالإعلام على مستوى شبكة ندى أن هذه الاخيرة استقبلت أكثر من 13 ألف اتصال من الأطفال وأوليائهم عبر الرقم الأخضر 30/33، أغلب الاتصالات تتعلق بمشاكل الأطفال والعنف بمختلف أشكاله، سواء تعلق الأمر بالاعتداءات الجنسية أوالضرب أو التشرد. قال عبد الرحمان عرعار، رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الأطفال، على هامش اليوم الدراسي الذي نظمته الشبكة بالتعاون مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بدار الإمام بالعاصمة والذي تمحور حول “حقوق الطفل في ضوء الشريعة الإسلامية والاتفاقيات الدولية”، إن الأخطار التي تتهدد الأطفال اليوم بالجزائر كثيرة ومتعددة، وهي تتفاقم يوما بعد آخر مما يستدعي تظافر جهود جميع الهيئات والمختصين في هذا المجال من أجل إيجاد الحلول لمواجهة الأخطار المذكورة. قدم عرعار مجموعة من الأرقام والإحصائيات التي تشير إلى حجم الأخطار التي تهدد الطفولة عندنا، حيث تشير الأرقام إلى وجود 9 آلاف طفل سنويا يقدمون أمام القضاء تتراوح أعمارهم بين 9 و 18 سنة، وما لا يقل عن 3 آلاف حالة ولادة خارج إطار الزواج سنويا، و18 ألف طفل متشرد، وهي الأرقام التي قال عرعار إنها تدل على جملة من التحولات يعيشها المجتمع الجزائري ويقع الأطفال ضحيتها، وهي ناتجة - حسب عرعار - عن جملة من التغييرات التي يعرفها المجتمع الدولي بما في ذلك تغيير مفهوم الأسرة، والجزائر لا يمكنها أن تبقى بمعزل عنها. لهذا قال عرعار أن كل الجهات اليوم مدعوة للعمل من أجل البحث عن الحلول الممكنة الإشكاليات التي تهدد المجتمع في اللبنة الأساسية لتكوينه، وهو الطفل. ومن هذا المنطلق أضاف عرعار أن علماء الدين مدعوون للاجتهاد في هذا المجال حتى يتمكن المجتمع من معالجة مشاكله في إطار الانتماء الحضاري له وحتى لا يتهم أي طرف بالعمل خارج إطار المبادئ والإطار الحضاري للمجتمع، وحتى لا تنتهك تلك المبادئ باسم الدفاع عن الحقوق. من جهة أخرى، قال الدكتور عمار طالبي، الذي قدم عرضا وافيا عن حقوق الأطفال في الشريعة، إن الإسلام أولى أهمية كبرى للطفل منذ أن يكون جنينا في بطن أمه وكفل له حقوقا تمكنه أن يكون فردا صالحا في مجتمعه، حيث أبرز عمار طالبي عبر سرده لجملة من الآيات والأحاديث النبوية وكذا بعض سير ومواقف الخلفاء والصحابة في تعاملهم مع الأطفال ورعايتهم للنشء، فالطفل في الإسلام له حقوق مكفولة بداية من الرعاية الصحية والتعليم والبيئة الصالحة والسليمة للتنشئة. وقد أكد المتحدث أن الإسلام لم يفرق بين الأطفال في الرعاية، بما في ذلك الأطفال المعاقين والمولودين خارج الإطار الشرعي، حيث حرم الإسلام مثلا قتل الأطفال أواستغلالهم بأي شكل من الأشكال، حيث تقع رعاية الأطفال المولودين من نسب مجهول على بيت مال المسلمين. في نفس الإطار، قدمت سليمة بارصا، أخصائية نفسية من شبكة ندى، عرضا للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل والتي صادقت عليها 191 دولة بما في ذلك الجزائر التي صادقت عليها عام 1992، وهي المبادئ التي قال طالبي إنها لم تأت بالجديد في شيء لأنها مكفولة في الإسلام منذ 14 قرنا. وقد خلص اليوم الدراسي في النهاية إلى الدعوة إلى تفعيل القوانين والمبادئ التي توفر الحماية للأطفال وتوفر لهم البيئة السليمة للتنشئة والتربية، لأن العبرة - كما قال رئيس شبكة ندى - هي في تطبيق القوانين وتجسيد المبادئ الإسلامية وليس التغني بها فقط.