أعلن رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل (ندى) السيّد عبد الرحمن عرعار أمس السبت بالجزائر العاصمة عن تسجيل نحو 07 آلاف حالة انتهاكات جنسية ضد الأطفال على المستوى الوطني خلال السنة المنصرمة وتلقّي 09 آلاف مكالمة نجدة على الرّقم الأخضر للشبكة خلال نفس الفترة· تبيّن الأرقام التي قدّمتها الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل أن هناك نحو 20 اعتداء جنسيا يسجّل كلّ يوم في الجزائر، وهو رقم مخيف يعكس تصاعد ظاهرة الاعتداء الجنسي على البراءة في بلادنا، الأمر الذي يتطلّب من السلطات العمل على اتّخاذ إجراءات عاجلة من شأنها حماية أطفالنا من (الوحوش) ومن الأولياء الحرص على تجنيب أطفالهم قدر الإمكان مثل هذه الاعتداءات الوحشية· وحرص السيّد عرعار على هامش اختتام أشغال يومين تحسيسيين نظّما بمناسبة إحياء الذّكرى ال 22 لمصادقة الجزائر على الاتّفاقية الدولية لحقوق الطفل على التأكيد على الدور (الفعّال) للأولياء في حماية أبنائهم من مثل هذه الانتهاكات التي تطال أبناءهم· وفي هذا السياق أكّدت المختصّة النّفسية بشبكة (ندى) السيّدة بارصا سليمة أن أغلب حالات الاعتداءات الجنسية خلال السنوات الأخيرة أصبحت (تطال الذكور أكثر من الإناث المتراوحة أعمارهم بين ثلاث وستّ سنوات)، داعية الأولياء إلى اتّخاذ الحيطة والحذر لحماية أبنائهم من هذه السلوكات التي قد تؤثّر على نفسيتهم طيلة حياتهم· من جهة أخرى، حذّر السيّد عرعار من تفشّي ظاهرة استغلال الأطفال في تهريب السلع عبر الحدود، داعيا إلى بذل جهودات لوضع حدّ لهذه الظاهرة الخطيرة· وأكّد ذات المسؤول أن الجزائر قطعت (أشواطا مهمّة) في مجال حماية الطفولة، مشيرا إلى أنها تحتلّ المراتب الأولى على المستوى العربي والإفريقي من حيث تطبيق اللوائح الدولية الخاصّة بحماية الطفولة· ومنذ مصادقتها على الاتّفاقية في نوفمبر 1989 -يضيف ذات المسؤول - حرصت الجزائر على ترجمة المبادىء التي تتضمّنها لا سيّما القانون الخاص بحماية الطفولة والمراهق وقانون الأسرة والجنسية إلى جانب المخطّطات التي تبنّتها الوزارة المنتدبة المكلّفة بالمرأة وقضايا الأسرة في إطار حماية الطفولة· يذكر أن هذين اليوميين التحسيسيين شكّلا فرصة للأطفال المشاركين من 15 ولاية للاطّلاع على مختلف أشكال الانتهكات لحقوقهم التي يمكن أن يتعرّضوا لها وكيفية التصدّي لها حتى يصبح الطفل هو المدافع والمحامي الحقيقي عن نفسه وحقوقه· وأشرف على تأطير هؤلاء الأطفال مجموعة من المنشّطين التابعين لشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل بهدف بناء قدرات ومعارف هذه الفئة وتوعيتها وتمكينها من تجنّب هذه الاعتداءات· ويذكر أن الجزائر صادقت في 22 نوفمبر 1989 على الاتّفاقية الدولية لحقوق الطفل ملتزمة بذلك بحماية حقوق الطفل واتّخاذ الإجراءات اللاّزمة لتطبيق الاتّفاقية· كما تبنّت الحكومة الجزائرية سنة 2008 مخطّط عمل 2008 - 2015 مخصّص لحماية الطفولة وهو مستوحى من أحكام الأدوات الدولية والجهوية ويهدف إلى تحديد الأولويات ومجالات العمل لصالح الأطفال وإقامة الآليات المؤسساتية لترقية حقوق الطفل، بالإضافة إلى وضع آليات المتابعة وتقييم المنجزات المحقّقة في هذا المجال·