مبتول: "تجميد أنابيب الغاز الدولية يهدّد بخفض صادرات الغاز الجزائرية إلى النصف" حذّر خبراء اقتصاديون من تداعيات الأزمة التي يعيشها المجمع الطاقوي سوناطراك بسبب العراقيل التي تحيط بمشاريع الأنابيب الدولية لتوزيع الغاز والتي باشرها المجمع مع كل من إيطاليا عبر أنبوب ”غالسي” وإسبانيا بمشروع ”ميدغاز” وخط النيجر،نيجيريا الجزائر أوروبا والذي يحمل تسمية ”نيغال”. وأكّد الخبراء أن كافة هذه المشاريع مهدّدة بالتوقف بسبب الأزمة التي يعيشها الشركاء الإسبان ولجوء الإيطاليين إلى شركات نفط منافسة لسوناطراك، إضافة إلى التوترات الأمنية التي تتخبط فيها الدول التي تقع جنوبالجزائر وتحديدا مالي. وقال الخبير الاقتصادي عبد الرحمن مبتول في تصريح ل”الفجر” أن الحكومة خسرت أزيد من 1500 مليار سنتيم أي 200 مليون دولار خلال مفاوضاتها مع السلطات الإيطالية لاستكمال أنبوب خط الغاز ”غالسي”، إلا أن المشروع حاليا مهدد بالتوقف بسبب لجوء الطرف الإيطالي إلى الشركات النمساوية والروسية المنافسة، وهو ما اعتبر مبتول أنه سيكلف الجزائر خسائر مالية باهظة ويمنع استكمال مخطط سوناطراك القاضي برفع صادراتها من الغاز إلى 85 مليار متر مكعب. أضاف مبتول أن تجميد مشروع غالسي يأتي في وقت يشهد فيه مشروع ميدغاز الرابط بين الجزائر وإسبانيا مشاكل بالجملة بسبب الأزمة التي تعصف بالشركات الإسبانية والأوروبية المشاركة في الصفقة، والتي عرضت أسهمها للبيع، كما أن خط الغاز الرابط بين الجزائر ونيجيريا والنيجر وأوروبا، والذي من المنتظر أن يدخل حيز التشغيل سنة 2015، مهدد أيضا بالتعطل عن آجاله الرسمية بسبب المشاكل الأمنية الحدودية وتحديدا بسبب أزمة مالي. وفي هذا الإطار أوضح مبتول أن المشاكل التي يعانيها شركاء سوناطراك والتي تهدد بتجميد الأنابيب الدولية للتزويد بالغاز، ستؤثر سلبا على برنامجها الخاص برفع نسبة صادراتها من هذه المادة إلى 85 مليار متر مكعب في آفاق 2017 مثلما أعلنته من قبل، لاسيما في ظل سعي الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى التحول إلى أكبر منتج ومصدر للغاز في ظرف بضع سنوات. من جهة أخرى، اعتبر مبتول الذي شغل منصبا هاما بسوناطراك لمدة 20 سنة أن مشروع ”نورث ستريم” منافس سوناطراك في ”غالسي” يساهم في نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، وهو مشروع استراتيجي يبلغ طوله 1224 كم، يعمل على تحويل 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا من فيبورغ إلى مدينة غرايفسفالد الألمانية، مرورا بالمياه الإقليمية بروسيا وفنلندا والسويد والدنمارك وألمانيا، حيث أشرف على متابعته وتدشينه رئيس الوزراء الروسي فلاميدير بوتين، كما يهدف هذا المشروع إلى إيصال الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي عبر البحر الأسود. وحسبما سبق ل”الفجر” نشره، هدّدت الحكومة بلهجة حادة السلطات الإيطالية بإمكانية انسحابها من مشروع غالسي لنقل الغاز بين الجزائر وإيطاليا المار عبر تونس، وتجميدها للصفقة التي تتجاوز قيمتها 150 مليون أورو بشكل نهائي، في حال لم تلتزم الحكومة الإيطالية بالشروط التي حدّدها الوزير الأول عبد المالك سلال، في مقدمتها عدم تعامل إيطاليا مع المنافسين.