بلغت عائدات الجزائر من صادرات النفط والغاز في الفترة بين عامي 2000 و 2008 نحو 350 مليار دولار. وأوردت وزارة الطاقة والمناجم، أن المعدل السنوي للعوائد بلغ 38.3 مليار دولار، وان الصادرات النفطية ارتفعت الى 135 مليون طن من 124 مليون طن، كما أن معدل سعر النفط بين عامي 2004 و2008 بلغ أكثر من 99 دولارا للبرميل. وأضاف أنه في عام 2008 وحده حققت الجزائر أكثر من 76 مليار دولار من عوائد النفط والغاز لكن هذه العوائد انخفضت الى أقل من 20 مليار دولار في الستة أشهر الأولى من العام الحالي بسبب انخفاض أسعار النفط. واشار تقرير الوزارة أن الجزائر حققت 106 اكتشافات للنفط والغاز في الفترة ما بين عامي 2000 و2008، مضيفا أن البلاد تنتج 1.45 مليون برميل يوميا من النفط. و152 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا. وحققت الجزائر عوائد بقيمة 19.9 مليار دولار أمريكي خلال النصف الأول من 2009 وبتراجع طفيف مقارنة بالعوائد المحققة في النصف الأول من السنة الماضية. وكان المدير العام للشركة الجزائرية سوناطراك محمد مزيان قال قبل أسبوع أن هذا الفارق في القيمة مرده انخفاض أسعار برميل الخام الى مستوى 33 دولارا في ديسمبر الماضي ، مقابل 150 دولارا في شهر جويلية 2008. وأضاف مزيان أن قدرات إنتاج النفط في الجزائر تبلغ حاليا 1.45 مليون برميل يوميا غير أن إنتاجها الحقيقي يقدر ب1.2 مليون برميل يوميا نظرا لتطبيق قرارات تخفيض الإنتاج التي اتخذتها منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في سنة 2008. وكانت الجزائر قررت في مارس الماضي مراجعة برنامج تحديث البنية التحتية وانجاز المشاريع الاقتصادية وإنشاء الهياكل القاعدية وتشديد الإنفاق العمومي وخفض النفقات المالية والتحذير من دخول الجزائر مرحلة أزمة بسبب تأثيرات الأزمة المالية العالمية التي يشهدها العالم في الأشهر الأخيرة. وقامت الحكومة بتقليص عدد المشاريع التي سيتم تمويلها وانجازها خلال السنوات الخمس المقبلة بسبب التداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية وإلغاء أو تأجيل تنفيذ عدد من المشاريع التي كانت مبرمجة في مخطط الحكومة بسبب انخفاض العوائد المالية بعد استمرار تدهور أسعار النفط. وتعد الجزائر تملك قدرات إنتاجية وتصديرية معتبرة في مجال الطاقة تجعل منها بلدا محوريا في مجال إنتاج الغاز لا يمكن الاستغناء عنه على المستوى الأوروبي.وكشف آخر تقرير أصدره المكتب الدولي للبحوث " أوكسفورد بيزنس غروب " أن العامل الجغرافي الذي يجعل من الجزائر أقرب بلد منتج للغاز لدول شمال المتوسط يساعد الأوروبيين على التخلص أو على الأقل التخفيف من التبعية للشريك الروسي. وأفاد التقرير أن انضباط الجزائر في السوق الدولية ووفائها لزبائنها شجع الأوروبيين على التعامل معها كمنتج للطاقة وشريك يمكن الثقة فيه. وأكد ذات المصدر أن مكانة الجزائر على الساحة الدولية في مجال الطاقة ستدعم أكثر بدخول مشروع " ميدغاز " مرحلة الإنتاج في السنة المقبلة / 2010 / علما أن هذا المشروع الإستراتيجي سيربط إسبانيابالجزائر عبر أنبوب غازي تحت البحر بطاقة تصديرية تصل إلى 8 مليار متر مكعب سنويا فضلا عن المشروع الغازي الاستراتيجي الثاني" غالسي" والذي سيربط إيطاليا بالجزائر بطاقة تصديرية تبلغ 8 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي . و تغطي الجزائر 12 بالمائة من الاحتياجات الغازية لسوق الطاقة الأوروبية وأن نسبة تغطية السوق الإسبانية والإيطالية تصل إلى 30 بالمائة الأمر الذي جعل البلدين أفضل زبونين للجزائر على المستوى العالمي في مجال استيراد الطاقة. مشيرا الى أن الاستثمارات الكبرى والمتنوعة التي دشنتها الجزائر في مجالات الاستكشاف والتنقيب والاستغلال والنقل تساعد الجزائر على التموقع كشريك ناجح ومفضل وذي أولوية لدى دول الاتحاد الأوروبي.وسيزيد من أهمية هذه المكانة المشروع الغازي العابر للصحراء الكبرى والذي يصل أوروبا بنيجيريا مرورا بالنيجر ثم الجزائر التي تعد أهم محطة في هذا المشروع الذي يعده الخبراء مشروعا عابرا للقارات بحكم ربطه بين قارتي إفريقيا وأوروبا.