استعرض كتاب ”مصطفى كاتب من المسرح الجزائري إلى المسرح الوطني الجزائري” الصادر عن ”مقامات للنشر والتوزيع” الذي أعده وترجمه كل من مخلوف بوكروح والشريف الأدرع، مسار مصطفى كاتب بوصفه عمودا من أعمدة الخشبة الجزائرية، حيث ضم المؤلف مجموعة من المقالات التي كتبها المسرحي الراحل مصطفى كاتب الذي قال ذات يوم ”أصول المسرح بعيدة جدا، فهو قبل كل شيء عرض وعرض الطبيعة عبارة أيضا عن مسرح، ثم تطور لأنه بفضل الإبداع (التجديد)، المسرح غِناء قبل كل شيء ثم أصبح شعرا، وذلك ما يعكس ثراءه الكبير ”هذا هو المسرح حسب رأي كاتب وحسب ما قدمه الكتاب للقراء على لسان واحد من أعمدة المسرح الجزائري، حيث تكفل مخلوف بوكروح بتقديم مصطفى كاتب بنبذة تاريخية تطرق فيها إلى البدايات الأولى للمثل سنة 1937، ثم انتقاله للعمل في فرقة محي الدين بشطارزي، أين تعرف الجمهور على مصطفى كاتب الممثل والمؤلف كما ركز بوكروح على الحياة الفنية والنضالية لمصطفى كاتب متطرقا إلى أهم الوظائف التي تقلدها كاتب. استعرض المؤلف مقالات غير منشورة للراحل الذي طالما ربط مشكلة الإبداع بالإنسان فعبر عن ذلك بقوله ”لاحظوا أننا نقول دوما أزمة مسرح ولكننا لا نقول أزمة شعر وإنما أزمة شعراء، ونقول أزمة رسامين وليس أزمة رسم، كما نقول أزمة كتاب وليس أزمة أدب، وأزمة موسيقيين وليس أزمة موسيقى” لذلك اعتبر كاتب أن إشكالية الإبداع لها علاقة بالإنسان بوصفه مبدعا، وتنوعت محاور الكتاب بتناوله في واحد منها وضعية المسرح ذي التعبير العربي مشيرا إلى وضعية الممثلين المحترفين، وكذا وضعية المؤلفين الدراميين والمسرح الهاوي، وكل ما يتعلق بالمسرح من صعوبات الإخراج والدراما وغيرها من تبعات فن الخشبة. وعاد الكتاب عبر صفحاته إلى واقع المسرح الجزائري سنة 1963 ثم المسرح الجزائري الشاب عام 1967، وكذا مهرجان مسرح الهواة بمستغانم سنة 1971 متتبعا تطورات الفن الرابع الجزائري عبر هذه المحطات الهامة في تاريخ المسرح، إلى جانب العديد من المقالات التي تناولت حال النص المسرحي سنوات السبعينات ومسألة التكوين المسرحي في الجزائر سنوات الثمانينات، بالإضافة إلى بعض المقالات غير المنشورة لمصطفى كاتب باللغتين العربية و الفرنسية والتي تشترك جميعها في موضوع واحد كونها تتحدث عن المسرح فكرة، مضمونا، تاريخا وممارسة.