استقبل سكان سيدي بوزيد الرئيس التونسي منصف المرزوقي بالحجارة، بعد مرور سنتين على ثورة الياسمين، التي انتفض فيها الشعب التونسي ضد الرئيس زين العابدين، وذلك بعد دعوات الاحتجاج التي عرفتها مؤخرا تونس والتي حالت دون استقرار الأوضاع. رشق متظاهرون بسيدي بوزيد، أمس، بالحجارة رئيس الدولة التونسي المنصف المرزوقي ورئيس البرلمان مصطفى بن جعفر في سيدي بوزيد خلال الاحتفال بمرور سنتين على الثورة في تونس. وحسب وكالة فرانس برس، فإن المتظاهرين رشقوا المرزوقي بالحجارة بينما كان بن جعفر يستعد لإلقاء كلمة. وقامت قوات الأمن بإجلاء المسؤولين، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس. وجاء ذلك خلال إحياء التونسيين أمس للذكرى الثانية لانطلاق شرارة ثورتهم من مدينة سيدي بوزيد، وسط تجاذبات سياسية ودعوات للعاطلين والفقراء هناك للتظاهر الاحتجاجي بدلا من الاحتفال. ودعا حزب الجبهة الشعبية المحسوب على اليسار الاشتراكي إلى تنظيم احتجاج سلمي أمس في ولاية سيدي بوزيد بدل الاحتفالات بالذكرى الثانية لاندلاع الثورة التونسية انطلاقا منها. وقالت التنسيقية الجهوية للحزب في محافظة سيدي بوزيد إن الدعوة إلى الاحتجاج موجهة إلى كل العاطلين والفقراء بالجهة. وطالب عضو التنسيقية بالجهة لزهر الغربي في تصريح إذاعي أهالي سيدي بوزيد بمقاطعة ”الاحتفالات النوفمبرية للسلطة”، في إشارة إلى احتفالات 7 نوفمبر التي كان يحييها النظام السابق تحت حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي كل عام بمناسبة ذكرى استلامه للسلطة. ومن جهتها دعت الهيئة الجهوية لحماية ثورة 17 ديسمبر في بيان لها أهالي سيدي بوزيد إلى وقفة احتجاجية سلمية في إطار احتفالاتها بالدورة الثانية لمهرجان الثورة. وقال مهدي الحرشاني عضو الهيئة ”سنقوم بحركة احتجاجية لأن عامين مرا على الثورة ولم يتحقق شيء في المحافظة”. وأضاف الحرشاني ”الرئاسات الثلاث في تونس كانت وعدت بتخصيص يوم 17 ديسمبر، كعيد وطني يرمز لتاريخ اندلاع الثورة وليس يوم 14 فيفري التاريخ الذي سقط فيه النظام، لكنهم لم يفعلوا، كما وعدوا بتخصيص برنامج استثنائي للتنمية ولم يلتزموا أيضا”. وسيدي بوزيد هي مهد الثورة التونسية التي اندلعت شرارتها في مثل هذا اليوم قبل عامين، عندما أحرق الشاب محمد البوعزيزي، وهو بائع خضار على عربة متجولة، نفسه احتجاجا على مصادرة السلطات عربته. وامتدت الاحتجاجات بعد حادثة الحرق إلى باقي المحافظات لتصل إلى العاصمة في 14 جانفي 2011 حيث احتشد الآلاف أمام مقر وزارة الداخلية حتى سقط النظام وأعلن فرار زين العابدين بن علي وعائلته إلى خارج البلاد. وبعد الإطاحة بالنظام السابق استمرت الاحتجاجات الاجتماعية من حين لآخر في سيدي بوزيد وعدد آخر من المحافظات التونسية، خاصة بجنوب البلاد وغربيها بسبب تأخر برامج التنمية والتشغيل وانتشار الفقر والبطالة.