أعلن المنصف المرزوقي، رئيس تونس الجديد، في أول قرار ''ثوري'' بعد توليه مقاليد الحكم، بيع القصور الرئاسية باستثناء قصر قرطاج، وقرّر تخصيص عائدات بيعها لتوفير فرص الشغل في البلاد، لامتصاص غضب فئات واسعة من المهمشين والعاطلين عن العمل. وكان بن علي يمتلك عدة قصور فخمة، أبرزها قصر سيدي الظريف في سيدي بوسعيد وقصر الحمامات حيث تعود بن علي قضاء عطلته الصيفية فيه، بالإضافة إلى قصور أخرى في عدة مدن تونسية. وفي الذكرى الأولى لاندلاع الثورة التونسية على نظام زين العابدين بن علي، حضر المرزوقي، أمس، بمدينة سيدي بوزيد احتفالات التونسيين، وألقى كلمة أمام جمع من الشباب في ذكرى وفاة الشاب محمد البوعزيزي، الذي قضى منتحرا احتجاجا على الظلم الذي تعرض له. وأدى الحادث وقتها قبل عام إلى احتجاجات شعبية غير مسبوقة في تونس، تبعتها احتجاجات مماثلة في عدة بلدان عربية. وبالعودة إلى تونس، كشف المنصف المرزوقي عن رغبته في ألا يحدث له ما حدث لسابقيه الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، حيث عبر في مقابلة مع قناة ''فرانس ''24 عن أمله في ألا يعرف المصير نفسه، قائلا: ''دخلت القصر الرئاسي بإرادة الشعب وسأخرج بإرادتي''. مشيرا إلى أنه يجلس في المكتب الذي كان يستخدمه بورقيبة، وأن نهايتهما كانت حزينة، وذلك من خلال ''انقلاب طبي بوليسي أطاح ببورقيبة، أما بن علي فقد هرب بكيفية مشينة ولعنة الشعب تلاحقه''. وأضاف المرزوقي، معلقا على فترتي سابقيه، بالقول إن ''الرجلين لعبا دوراً في تاريخ تونس، دور سلبي جداً بالنسبة إلى بن علي وسلبي إيجابي بالنسبة إلى بورقيبة''. وفي سياق متصل، صرح رئيس الوزراء التونسي المؤقت، الباجي قائد السبسي، أن الربيع العربي مازال في مراحله المبكرة. وأعرب عن أمله في استمراره خلال العام المقبل. وقال السبسي، خلال منتدى للاتحاد الأوروبي في بولندا قبل يومين، إن ''تونس يمكن أن تكون بمثابة نموذج تحتذي به الدول الأخرى''. وفي سويسرا، أعلنت السلطات أنها أعادت إلى تونس طائرة خاصة ظلت محتجزة في أراضيها منذ جانفي 2011، تعود ملكيتها إلى صخر الماطري، صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.