أرجع كل من الباحث محمد أرزقي فراد ومحمد الصغير بن لعلام الصراع القائم بين اللغة العربية والأمازيغية إلى مخلفات السياسة الاستعمارية الفرنسية التي روجت لذهنية ”فرق تسد”، ورسختها كتابات المؤرخين الفرنسيين الذين ساهموا في توسيع الهوة بين اللغتين. المداخلة التي نشطها الأستاذين ضمن فعاليات فضاء الكلمة بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي، تناولت أيضا حيث اتهم أرزقي فراد، فرنسا الاستعمارية بإرساء التمييز العنصري في المجتمع الجزائري مما ترتب عنه صراع بين اللغة العربية والأمازيغية، كما أشار الباحث أٍزقي فراد أن هذا الصراع سببه أيضا التهاون في دسترة اللغة الأمازيغية التي تمثل شطرا من الهوية الوطنية، وقال إن الدولة الجزائرية تأخرت كثيرا في الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة وطنية مما غيّبها عن المؤسسات التعليمية وعن الساحة الثقافية ونتج عنه عداء للغة العربية، وهو ما وصفه المتحدث بالخطأ الاستراتيجي، الذي دفع إلى تطور الأمازيغية بالحرف اللاتيني، فاحتضنها الفرانكوفونيون واستعملوها لضرب اللغة العربية أمام تزايد استعمالات اللغة الفرنسية في المجتمع الجزائري بعد الاستقلال والتي دفعت بها أطياف سياسية معينة إلى الصدارة خدمة لمصالح شخصية على حساب العربية التي لم تأخذ موقعها الريادي في الجزائر، وأضاف أنه مع خيار كتابة الأمازيغية بالحرف العربي. وفي هذا الصدد، قال الأستاذ محمد الصغير بن لعلام رئيس مؤسسة ”مولود قاسم نايت بلقاسم”، إن المعربين الجزائريين عزفوا عن دراسة اللغة الأمازيغية مما أبعد هذه الأخيرة عن الواجهة، معتبرا أن العربية لم تكن يوما عائقا في وجه الدراسات والأبحاث العلمية والإنسانية، على عكس العبرية التي وصفها باللغة الميتة لكن اليهود منحوها الاهتمام اللازم حاملين شعار ”لا لغة بدون أمة ولا أمة بدون لغة”، واستطرد قائلا، إن أول من كتب ألفية في النحو هو الأمازيغي ”ابن معطي الزواوي” الذي سبقت ألفيته ألفية ابن مالك التي جاءت بعد 10 سنوات من تدريس ألفية ابن معطي في دمشق.