ما زال الحزب العتيد رهينة عقلية ”تاغنانت تاخسارت” التي يمارسها أمينه العام. بلخادم قال لخصومه ”لن أرحل”، ونسي أن أسماء من ثقل المرحومين عبد الحميد مهري، والشريف مساعدية، رحلت لما حمي الوطيس ولما فهمت أنها لا يمكن أن تسير ضد التيار. بلخادم سيرحل حتما، شاء أم أبى، والهاتف الذي ينتظره أن يرن، لن يفعل، فقد يكون مصير بلخادم آخر اهتمامات الرئيس هذه الأيام، وهو الذي ”طرده” من الطاقم الحكومي، وأكد على رفضه للرجل بتعيين خصومه في مجلس الأمة. إشارات كثيرة يرفض بلخادم فك معانيها حتى وإن كان في قرارة نفسه يعرف جيدا موقف الرئيس منه، ومن الفضائح التي مارسها ويمارسها في الجبهة، ومتاجرته بالقوائم الانتخابية مقابل الملايير. ثم إن كان بلخادم يسعى إلى الترشح لرئاسة الجمهورية، فإنه بهذا التعنت على رأس الحزب ودوسه على القوانين الداخلية لها، وإهانته لخصومه، واستعانته بالبلطجية والصور المشينة التي نقلتها الصحافة عن اجتماع اللجنة المركزية الأخير، قضى على كل أمل له في خوض أية تجربة سياسية جديدة، مهما كانت بساطتها، فما بالك برئاسة البلاد!؟ ثم هل القوى الحية التي افتكت البلاد من فك الإرهاب والإسلاميين، ستسمح بهذه البساطة لبلخادم ليصل إلى السلطة؟ خاصة وأنه هدد خصومه من الوزراء بأنه سيفضحهم، وينشر فسادهم، فهل بهذه الصورة سيحكم البلاد مستقبلا؟ وهل سيصل إلى الرئاسة بالتهديد؟ ثم ما دام الرجل يتوفر على ملفات فساد، فلماذا ينتظر حتى اليوم ويهدد باستعمالها؟ إن كان يرى نفسه رجل دولة، ما عليه إلا تقديم هذه الملفات إلى العدالة وإن كان أول من يحاسب هو نفسه، لأنه سكت على الفساد، وقبل أن يعين هؤلاء عن الحزب الذي يترأسه في شتى الحكومات الماضية، مع أنه يعرف درجة الفساد التي يتخبطون بها؟! لا شك أن لخصوم بلخادم بدورهم ملفات عن فساد الرجل، وهو لم يعد يخفى على أحد ممارسته داخل الحزب، ظنا منه أنه في منأى عن المحاسبة ما دام يتكلم باسم الرئيس، ويختبئ ببرنوس الرئيس. يكفي أن يفتح خصومه قضية الأموال التي جمعها من المرشحين في الانتخابات الأخيرة البرلمانية والمحلية، ليذهب الرجل في ستين داهية. بلخادم يدق بيده باب السجن هذه الأيام، وتمسكه بالبقاء في الجبهة مهما بلغ نصاب المعارضة ضده، سينتهي بالرجل إلى خاتمة ما كانت لتخطر على باله، وله في زميله بوڤرة سلطاني خير مثال، وهو الذي هدد بأنه سيخرج ملفات الفساد، إذا ما تطرق أحد في البرلمانيات إلى ملف الطريق السيار وملفات الوزارات التي ترأستها حمس، فإذا بوزارة الطريق السيار تسحب منه، وينقلب غول على حمس ويفجرها من الداخل ويدخل بوڤرة مرحلة من الإحباط غير مسبوقة وتتبخر كل آماله هو الآخر في دخول قصر المرادية، خاصة بعدما فشل ربيع قطر في الجزائر؟! حتما سيروج بلخادم لمسألة عهدة رابعة طمعا في كسب تأييد الجبناء، وسيستمر في ترويج أكذوبة أنه يحوز ثقة الرئيس، وأنه باق على رأس الجبهة من أجل عهدة رابعة، وكلها أكاذيب ستنكشف للعام والخاص عن قريب؟!