صواريخ الناتو تبدأ مناوبتها على الحدود التركية في فيفري المقبل أجل الائتلاف السوري المعارض عملية تشكيل حكومة انتقالية، وذلك للقيام بمشاورات داخلية بين بعض أعضائه للاتفاق حول أهم معالمها وعرض الشخصيات المرشحة لتولي رئاستها، بينما تحدثت تقارير إعلامية عن استعانة المعارضة السورية بقطر لدعمها ماليا، بينما وصلت سفينة محملة بصواريخ الباتريوت إلى الإسكندرية التركية. أعلن الائتلاف السوري المعارض في بيان له، أمس الاثنين، أن قادة المعارضة السورية المجتمعين في إسطنبول أرجأوا تشكيل حكومة انتقالية لحين قيام لجنة شكلها الائتلاف بمشاورات مع أطراف معنيين بالنزاع السوري لاستكشاف مدى التزامهم بالخطوة. وأضاف الائتلاف أنه شكلت لجنة من خمسة أفراد لوضع مقترحات بخصوص الحكومة وتقديمها للائتلاف خلال 10 أيام، لمناقشتها واتخاذ القرار المناسب. وتتألف اللجنة من رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب، ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا، إضافة إلى أحمد سيد يوسف وبرهان غليون وأحمد عاصي الجربا ومصطفى الصباغ، بحسب ما ورد في البيان. وكان الائتلاف قد بدأ الأحد اجتماعا في إسطنبول سعيا لاختيار رئيس وزراء في المنفى، بحسب ما أبلغ أحد ممثليه وكالة ”فرانس برس”. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه، أن النقاشات شملت مبدأ تشكيل حكومة في المنفى واسم الشخص الذي يمكن أن يتسلم رئاستها. وطرح للمنصب اسم رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب، لكن المصدر أكد أن الأمر ”أثار انتقادات كثيرة”. وعلى صعيد آخر، قالت مصادر مطلعة يوم الأحد إن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب توجه إلى قطر للحصول على تعهدات بتقديم مساعدات مالية لحكومة انتقالية تمارس مهامها في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون. وذكرت المصادر المشاركة في المفاوضات التي تجري بمدينة إسطنبول التركية أن المحادثات بشأن حكومة انتقالية تعثرت بسبب خلاف حول مدى قدرة الحكومة الانتقالية على البقاء عندما غادر الخطيب قبل استكمال المباحثات. وقال عضو في الائتلاف طلب عدم ذكر اسمه ”يبدو أنه لن تكون هناك حكومة ما لم يعد الشيخ معاذ من قطر وفي جعبته ما يقنع عددا كافيا من أعضاء الائتلاف بأن أي حكومة يشكلونها ستكون قادرة على البقاء”. والمحادثات التي بدأت يوم السبت هي ثاني محاولة تقوم بها المعارضة لتشكيل حكومة انتقالية، ما وضع مصداقيتها على المحك، في الوقت الذي تنزلق فيه البلاد بشكل أكبر نحو صراع طائفي بين الأغلبية السنية والأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لإذاعة (أوروبا1) إن المعارضة السورية ستجري محادثات جديدة في باريس يوم 28 جانفي. وتشكل الائتلاف المكون من 70 عضوا بدعم غربي وخليجي في قطر في بداية ديسمبر ويهيمن عليه الإسلاميون وحلفاؤهم. وتقوض الصراعات على السلطة بين أعضائه الجهود الرامية للاتفاق على حكومة انتقالية. وتقول الأممالمتحدة إن 60 ألف شخص قتلوا في الانتفاضة المناوئة للأسد المستمرة منذ نحو عامين. وقد يجر انهيار البلاد قوى متنافسة إلى الصراع في منطقة تزداد فيها الانقسامات بين السنة والشيعة منذ بدء انتفاضات الربيع العربي في تونس قبل عامين. ورغم ذلك ينتاب الشك بعض أعضاء التحالف بشأن قدرة أي حكومة انتقالية على البقاء. وقال عضو الائتلاف أحمد رمضان إن هناك اتفاقا على الحاجة إلى تشكيل حكومة انتقالية غير أن الغالبية يفضلون عدم تشكيلها الآن دون ضمان مناطق تمارس فيها مهامها وحصولها على دعم دولي كاف وضمانات للاعتراف الفوري بها. من جهة أخرى، أفادت تقارير إعلامية بأن سفينة شحن تحمل على متنها صواريخ ”باتريوت” وصلت أمس إلى ميناء الإسكندرونة التركي. يذكر أن أكثر من 130 شحنة من المعدات العسكرية سيتم قريبا تفريغها ثم نشر منظومة ”باتريوت” على الحدود مع سورية، وذلك وفقا لقرار الناتو الخاص بحماية تركيا من الهجمات من سورية. وكانت أونا أونغيسكو المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي قد صرحت يوم 14 جانفي بأن منظومات ”باتريوت” المضادة للجو التي سيتم نشرها بالقرب من الحدود التركية السورية ستبدأ مناوبتها القتالية في مطلع فيفري المقبل.