يخوض المنتخب الوطني لكرة القدم مساء اليوم آخر مباراة له في نهائيات كأس أمم إفريقيا بداية من الساعة السادسة مساء على ملعب “روايال بافوكينغ” بجنوب إفريقيا، في مباراة تجمعه ب”فيلة” كوت ديفوار، ولو أن نتيجتها لن تغير شيئا في حساب المنتخبين، كون زملاء “ديديه دروغبا” نجحوا باقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور القادم وفي المركز الأول، في حين أقصيت الجزائر بشكل رسمي من المنافسة. إلا أن حاجة أشبال المدرب وحيد حليلوزيتش للحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه وعدم العودة بخفي حنين من رحلتهم إلى بلاد “العم مانديلا”، تدفعهم للعب كل أوراقهم اليوم من أجل تحقيق أول انتصار يخففون به من وقع الإقصاء المبكر الذي مني به الخضر في الدورة. حليلوزيتش يقوم بعدة تغييرات على التعداد وبما أن المباراة كما قلنا هي تحصيل حاصل، طالما أن “الخضر” لن يستفيدوا شيئا من نتيجة المباراة سوى كما ذكرنا حفظ ماء الوجه، فإن المدرب الوطني البوسني لن يبقي على نفس التعداد الذي لعب به أمام تونس والطوغو، بل سيحدث بعض التغييرات في التشكيلة، ليمنحها الفرصة للتألق أو التأكيد عن إمكانياتها، مثال ذلك الظهير الأيسر، فوزي غلام ولاعب نادي سوشو رياض بودبوز. نحو إعادة كدامورو وأول ظهور لغلام بما أن قضية حراسة المرمى مفصول فيها لرايس وهاب مبولحي الذي لا يملك منافسة قوية من باقي الحراس كدوخة أو سيدريك، فإنه سيبقى الحارس الأول للمنتخب، ونفس الشيء قد يحدث مع محور الدفاع حيث سيبقي على حليش وبلكالام، وإن قام بالتغيير فإنه سيستغني هذا الأخير ويمنح الفرصة لكارل مجاني، أما عن التغييرات فهي ستمس الأجنحة، بمعنى سيضع جمال الدين مصباح في الاحتياط ويشرك بدلا عنه زميله فوزي غلام لأول مرة، كما سيجلس مهدي مصطفى في كرسي الاحتياط ليعوضه كدامورو في لقاء اليوم. ڤديورة ولحسن في الاسترجاع ولن يمس التغيير خط وسط الميدان، حيث سيعتمد الناخب الوطني مرة أخرى على القائد مهدي لحسن لتكسير اللعب واسترجاع الكرات، وهي المهمة التي سيساعده فيها زميله عدلان ڤديورة، بينما لاعب كلموشية فسيكون خارج التعداد، أما عن لاعب اتحاد العاصمة تجار فإنه قد يشارك في الشوط الثاني إذا كانت النتيجة طبعا تصب في مصلحة المنتخب. بودبوز إلى جانب فغولي في صناعة اللعب الوجه الجديد الثاني الذي سيكون حاضرا وأساسيا في لقاء اليوم يتعلق بصانع ألعاب نادي “سوشو” الفرنسي، رياض بودبوز، وهو اللاعب الذي لم نشاهده في مباراة تونس ولا الطوغو، ولكن حاجة الناخب الوطني لخدمات اللاعب واختبار قدرة بودبوز على التأقلم مع فغولي في صناعة اللعب تجعله يشركه أساسيا لتحريك آلة الهجوم. نحو المحافظة على سليماني وقادير في الهجوم بعد الوجه الشاحب الذي كشف عنه مهاجم “فيتوريا غيماريش” هلال العربي سوداني في مباراة الطوغو وفشله في التسجيل أو صناعة فرص حقيقة للتهديف، فإن المدرب الوطني سيبقي من دون شك على فؤاد قادير وإلى جانبه إسلام سليماني في الهجوم، على أن يقوم بتغييرات في الشوط الثاني قد يمنح خلالها الفرصة مرة أخرى لعودية أو بزاز وحتى سوداني. الفوز باللقاء يعني توديع “الكان” على الأقل بمعنويات عالية ومما لا شك فيه أن الناخب الوطني هدفه من مباراة اليوم ليس فقط اختبار العناصر التي لم يوظفها في المباريات السابقة، وإنما أن يتمكن عناصره من تسجيل أهداف والخروج منتصرين في النهاية، على الأقل يودعون مشوار نهائيات كأس إفريقيا بانتصار يرفع معنوياتهم وينسيهم نكسة الإقصاء المبكر، كما يسمح لحليلوزيتش من تحضير عناصره للمواعيد الدولية القادمة، والتي تأتي في مقدمتها مباراة البنين المقررة في شهر مارس لحساب تصفيات كأس العالم. حليلوزيتش يريد الثأر لنفسه و”دروغبا” لم ينس إقصاء 2010 كما سيسعى المدرب الوطني للثأر لنفسه من الطريقة التي أبعد بها من منتخب كوت ديفوار سنة 2010، حينما كان يشرف على العارضة الفنية لمنتخب “الفيلة” وأقصي أمام المنتخب الوطني، ليتلقى مكالمة هاتفية من الاتحادية الإيفوارية يعلمونه من خلالها بإقالته، وهي الطريقة التي لم يستسغها حليلوزيتش لحد اليوم، وفي مقابل ذلك فإن زملاء “سليمان كالو” و”ديديه دروغبا” ما تزال حرقة الإقصاء في دورة أنغولا تحرق قلوبهم، لهذا فإنهم سيسعون دون شك للثأر لها وتصدر المجموعة الرابعة بجدارة واستحقاق، وهذا ما سيجعل اللقاء خاص بالنسبة للمنتخبين.