لم يهضم المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش طريقة التحكيم الكارثية التي أدار بها الحكم الملغاشي "نامبياندرازا آمادا" المباراة بين الجزائر وطوغو.. عندما حرم المنتخب الوطني على الأقل من ركلتي جزاء شرعيتين، واحدة منها تلك التي عرقل فيها سليماني في الدقيقة 58، غير أن الحكم تغاضى عن الإعلان عنها، حيث دخل البوسني أرضية الميدان احتجاجا على عدم إعلانه عنها، وكاد يدخل في مناوشات معه لولا تدخل محافظ اللقاء. حليلوزيتش ركل الكرة نحو الحكم لكنه لم يصبه ولم يكتف البوسني بذلك فحسب، بل أنه ركل الكرة بقوة نحو الحكم دون أن يصيبه بها، في لقطة تعبر عن مدى تذمره من طريقة تحكيمه الفاضحة التي جعلت منتخبنا أمس يحرم من ركلتي جزاء كان من شأنهما أن يغيرا مجرى اللقاء، ومن حسن حظ الحكم آمادا أن الكرة التي ركلها البوسني نحوه جانبت قدميه بقليل وإلا لأصابته. ما قصة التحكيم مع الجزائر في هذه الدورة؟ والظاهر أن الجزائر كانت مستهدفة من طرف التحكيم الإفريقي في هذه الدورة، لأن حرمانها من ثلاث ركلات جزاء شرعية، واحدة في لقاء تونس إثر عرقلة فغولي، وإثنتان في لقاء طوغو عندما لمست قذفة لحسن يد أحد المدافعين قبل أن يعرقل سليماني داخل منطقة العمليات دون أن يحرك آمادا ساكنا، لا تفسير له سوى أن منتخبنا كان مستهدفا. هل سيسكت روراوة عن ما حصل؟ وكان رئيس "الفاف" محمد روراوة قد احتج على طريقة التحكيم الكارثية للحكم الغامبي "ڤاساما" في لقاء تونس، ورفع شكوى ضد هذا الحكم على مستوى الإتحاد الإفريقي، قبل أن يلتقي رئيس لجنة التحكيم بوشماوي ليضع معه النقاط على الحروف حول هذا التحكيم السّيء، ومن المؤكد أنه لن يسكت عن ما فعله الحكم الملغاشي آمادا أمس عندما حرم الجزائر من العودة في اللقاء في أكثر من مناسبة، لا سيما أن منتخبنا مقبل على استئناف تصفيات كأس العالم في مارس المقبل. ------------- حليلوزيتش "خبط راسو" بعدما سجّل أديبايور لم يتمالك المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش نفسه بعدما تمكن أديبايور مهاجم توتنهام الخطير من تسجيل الهدف الأول، حيث بقي يقوم بحركات تعبيرا عن غضبه، ومنها أنه "خبط راسو" على كرسي الاحتياط وبقي يقوم بحركات أخرى عن طريق اليد، تشير إلى غضبه التّام من طريقة تعامل مدافعيه مع لقطة أديبايور مع الهدف، الأمر الذي يبقى مفهوما خاصة بالنظر إلى الفرص الكثيرة التي ضاعت من مهاجمي "الخضر" وعلى رأسهم اسلام سليماني. خرج قلقا في نهاية الشّوط ومجاني حاول تهدئته ومع إعلان الحكم نهاية الشوط الأول، خرج حليلوزيتش غاضبا من أداء زملائه، غير أن اللاعب الاحتياطي كارل مجاني الذي لم يشارك في لقاء أمس، توجه نحو مدربه وحاول تخفيف الضّغط عنه، لاسيما أنه كان يدرك أنه من الصّعب تجرع الخسارة حتى ولو كان احتياطيا، كما لحق به أيضا القائد لحسن في النفق المؤدي لغرف الملابس وتحدّث معه لتهدئته. روراوة كان شاحب الوجه في المنصة الشرفية من جهة ثانية، لم يتمكن روراوة من متابعة اللقاء بنفسية هادئة، حيث ظهر ووجه شاحبا عندما أظهرته كاميرا التّلفزيون وهو يتابع اللّقاء بجانب عيسى حياتو، وبعض المسيّرين الآخرين من هيأة "الكاف"، وهو ما يؤكد عدم تجرّعه لذلك الهدف والخسارة التي مني بها "الخضر" في الشوط الأول رغم سيطرته على مجريات اللقاء. -------------- اللاعبون التفوا حول بعضهم ورددوا عبارة "تحيا الجزائر" بعد قيام اللاعبين بعملية الإحماء وقبل لحظات عن دخولهم غرف تغيير الملابس من أجل أخذ أنفاسهم والعودة إلى الملعب، التفوا حول بعضهم في أرضية الميدان على شكل دائري وأيديهم متشابكة وراح الجميع يردد عبارة "تحيا الجزائر"، في صورة تؤكد التركيز الشديد الذي كان على العناصر الوطنية قبل انطلاق اللقاء. فغولي لقي تشجيعات خاصة من الجماهير لقي سفيان فغولي تشجيعات خاصة من الجماهير، سواء حينما دخل مع زملائه للقيام بعملية الإحماء أو حينما كان يتأهب للعودة إلى الملعب بعدها، في إشارة للتعاطف الكبير الذي لقيه من الأنصار بعد الخسارة المرة التي تكبدها "الخضر" في اللقاء الافتتاحي، خاصة وأن صورة فغولي وهو يذرف الدموع عقب لقاء تونس أثرت كثيرا على الجماهير وجعلته يلقى تعاطفا ومساندة خاصة. حيا الأنصار ولقي تجاوبا وتحيات خاصة وبدوره، لم يبق فغولي يتفرج على المساندة والدعم الكبير الذي لقيه من الجماهير الجزائرية، بل حيا الأنصار وبقي يشير بيده إلى أنهم سيظلون في قلبه، كما لم تفارق الابتسامة محياه في صورة تؤكد تجاوبه الكبير مع الأنصار، ورغبته الشديدة في التألق وفك العقدة التي تلاحق "الخضر"، كما أن أنصار المنتخب بدورهم تجاوبوا مع لاعب "فالنسيا". غلام خرج متثاقلا عكس فغولي الذي لقي تجاوبا وتفاعلا من الجماهير، فإن فوزي غلام خرج من الملعب متثاقلا، في صورة كانت تعكس الإحباط الكبير الذي ميز اللاعب نظرا لأنه ولثاني مرة يجد نفسه على كرسي الاحتياط، وهو اللاعب القادم من "سانت إتيان" وكله أمل في البروز خلال "الكان"، لكن حليلوزيتش فضل عليه زميله جمال الدين مصباح صاحب الخبرة الكبيرة. تاسفاوت تحدث معه ورفع معنوياته بالصورة التي بدا عليها غلام والتي كانت تشير إلى حال الإحباط الشديدة التي كان عليها، لمحه مناجير المنتخب الوطني عبد الحفيظ تسفاوت فاقترب منه وحاول رفع معنوياته وجعله يتفاعل هو الآخر مع تشجيعات الأنصار، كونها كانت تبعث الحيوية والحماس في اللاعبين، إلا أن كل ما رد به غلام هو الابتسام في وجه تاسفاوت فقط. مجاني وبودبوز تفاعلا مع الجمهور رغم أن الثنائي كارل مجاني - رياض بودبوز لم يكن معنيا بالمشاركة أساسيا في لقاء أمس، بسبب خيارات تكتيكية من المدرب وحيد حليلوزيتش، إلا أن اللاعبين كان لهما موقف خاص على أرضية الملعب قبل انطلاق اللقاء طبعا، فبعد أن لمحا السند والدعم الكبير الذي لقوه من الجماهير الجزائرية تفاعلا معها كثيرا. فوز كوت ديفوار على تونس أراح اللاعبين رغم أن تركيز لاعبي المنتخب كان كبيرا على المباراة التي جمعتهم مع الطوغو أمس، إلا أنه وبعد سماعهم بالنتيجة التي انتهى عليها لقاء كوت ديفوار وتونس وفوز زملاء "دروڤبا" بثلاثية نظيفة على زملاء المساكني، ارتاحوا للخبر وحفزهم في نفس الوقت على تقديم كل ما لديهم في لقائهم أمام الطوغو. أنصار "الخضر" انقسموا على مجموعتين في المدرجات عكس المباراة الأولى التي بقي فيها الجمهور الجزائري موزعا على مناطق معينة في الملعب، وخاصة على الجهة اليمنى للمنصة الشرفية، فإنه هذه المرة حاول السيطرة على كل المدرجات، حيث جلست مجموعة كبيرة على يمين المنصة الشرفية، بينما المجموعة الثانية فقد كانت في الجهة المقابلة للمنصة وصنعت أجواء مميزة وكبيرة في الملعب بالأهازيج والهتافات التشجيعية للمنتخب. إطلاق "بالونات" بألوان العلم الجزائري بعد استماع المنتخبين إلى النشيدين الوطنيين، قام المنظمون في ملعب "رويال بافوكينغ" بإطلاق "بالونات" بألوان العلم الجزائري في السماء، الأمر الذي أوجد أجواء من البهجة وسط الجماهير الجزائرية الحاضرة. سليماني كاد يتلقى بطاقة حمراء مجانية كاد مهاجم شباب بلوزداد والمنتخب إسلام سليماني يتلقى بطاقة حمراء مجانية في (د12)، وهذا إثر تدخل منه على حارس منتخب الطوغو بالقدم أوقعه أرضا، لكن الحكم لم ير اللقطة وإلا لكان سليماني قد تلقى طردا مجانيا. تبادل المناصب مع سوداني لم يكتف سليماني في الشوط الأول بمنصبه كمهاجم صريح بل تحرك كثيرا كما قام بتغيير منصبه في بعض المرات مع زميله هلال سوداني، لعل وعسى تكون هناك فعالية وينجح أحدهما في فك عقدة التهديف. أول مباراة رسمية لحليش وبلكالام معا يعتبر لقاء أمس هو الأول الذي يشارك فيه ثنائي محور الدفاع رفيق حليش - سعيد بلكالام مع بعض في اللقاءات الرسمية مع المنتخب الوطني، حيث تعودنا في المرات السابقة على أن نشاهد مجاني وبلكالام، لكن هذه المرة حليلوزيتش فضل خبرة حليش على مجاني كارل الذي بقي على كرسي الاحتياط. حليش أساسيا لأول مرة منذ لقاء تنزانيا 5 سبتمبر 2010 سجل رفيق حليش عودته إلى التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني بعد غياب طويل فاق العامين، حيث كانت آخر مباراة لحليش أساسيا أمام منتخب تنزانيا في الخامس من سبتمبر 2010، ورغم هذا الغياب وقلة المنافسة التي كان يشتكي منها إلا أنه ومن خلال ما تابعناه في اللقاء ظهر بوجه جيد ولم يرتكب أخطاء، بل ساهم في فرض الاستقرار وسط الدفاع. الجمهور الجزائري بقي وفيا إلى اللحظة الأخيرة رغم أن المنتخب الطوغولي كان سباقا للتهديف منذ (د32) عن طريق "أديبايور"، إلا أن الجمهور الجزائري لم يفقد الأمل ولو للحظة بل بقي يساند ويرفع معنويات العناصر الوطنية إلى اللحظات الأخيرة، في صورة توضح درجة تعلق أنصار "الخضر" بفريقهم. حليلوزيتش غير نظام اللعب كلية بعد أن لعب في المباراة الأولى المنتخب أمام تونس بخطة حذرة وبمسترجعين، فإن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش غير نظام اللعب هذه المرة إلى 4،4،2، قبل أن يتحول إلى 4،3،3 بعد دخول البديل عودية مكان لحسن، إلا أن لا تغيير حليلوزيتش أثمر ولا نظامه التكتيكي. تغييراته تأخرت كثيرا لم تكن تغييرات وحيد حليلوزيتش مبكرة، على عكس مدرب الطوغو الذي قام بأول تغيير في (د54)، إلا أن تغييرات حليلوزيتش حضرت في (د65) بإشراكه بزاز مكان قادير، قبل أن يقوم بعد عشر دقائق بإشراك عودية ثم بوعزة. الأنصار استاؤوا من أداء سليماني وصفروا عليه استياء كبير بدا على جماهير المنتخب الوطني نظرا للفرص الكثيرة والسهلة التي ضيعها إسلام سليماني في المباراة، سواء في الشوط الأول أو المرحلة الثانية، حيث صفروا عليه. خروجه كان تحت التصفيرات كما كان التغيير الذي قام به حليلوزيتش بإخراج سليماني وإشراك محمد أمين عودية لاعب وفاق سطيف مكانه، تحت صافرة الاستهجان، نظرا للمردود والوجه الشاحب الذي كشف عنه. البدلاء عاشوا اللقاء على الأعصاب عاش بدلاء المنتخب الوطني وأيضا الطاقمان الفني والطبي المباراة على الأعصاب، وهذا ليس للفرص الكثيرة التي ضيعها منتخبنا فقط، وإنما للطريقة السيئة جدا التي أدار بها الحكم الملغاشي المباراة، حيث حرم المنتخب من ثلاث ركلات جزاء واضحة وضوح الشمس. لحسن ينال إنذار احتجاج على غير العادة على غير العادة، حيث قلما يفقد لحسن أعصابه أو ينال إنذارا بسبب احتجاجاته، لكن مع الحكم الملغاشي فعل ذلك خاصة حينما حرم زميله سفيان فغولي من ركلة جزاء واضحة، ما جعل لحسن يتلقى إنذارا لاحتجاجه على الحكم. تلاسن بين أديبايور وحليش دخل مدافع المنتخب رفيق حليش في تلاسنات مع صاحب هدف السبق للمنتخب الطوغولي، إيمانويل أديبايور، وهذا بعد أن تقدم لاعب الطوغو لتقديم تبريرات لحليش حول ما حدث في اللحظات التي توقفت فيها المباراة خلال الدقائق الأخيرة، ما جعل الثنائي يدخل في ملاسنات. حليش يسترجع شارة القائد بعد خروج لحسن على اعتبار أن حليش يعتبر أقدم عنصر في المنتخب مقارنة ببقية زملائه، طبعا ما عدا بزاز، فإنه وبعد خروج مهدي لحسن حمل شارة القائد، وهي المسؤولية الكبيرة التي كانت على عاتقه في اللحظات الأخيرة من المباراة. توقف اللقاء "برّد" اللاعبين بعد توقيف الحكم المباراة في الدقائق الخمس الأخيرة، والذي دام 10 دقائق كاملة، أثّر كثيرا في عزيمة عناصر المنتخب الوطني بل كما يقال "برد" اللاعبين، بدليل أننا لم نشاهد فرص حقيقية، وإنما المفاجأة كانت من منتخب الطوغو الذي نجح في تعميق النتيجة بتسجيله الهدف الثاني. حليلوزيتش غضب من ڤديورة في الوقت الذي أتيحت فيه فرصة من ذهب لڤديورة في (د89) على خط 18 م. وعوض أن يأخذ كامل وقته إما بالتسديد نحو المرمى أو تمرير كرته لأحد زملائه راح يفضل المراوغة وختمها بتسديدة راحت بعيدة، وهذا ما أثر كثيرا في المدرب حليلوزيتش الذي غضب وثار في وجه ڤديورة. أديبايور تبادل قميصه مع بلكالام قام نجم منتخب الطوغو، إيمانويل أديبايور، بتبادل قميصه بعد نهاية اللقاء مع مدافع الشبيبة سعيد بلكالام، حيث وبعد إعلان الحكم الملغاشي عن نهاية اللقاء اقترب أديبايور من بلكالام وتبادل معه القميص، في صورة توضح الروح الرياضية التي ميزت اللاعبين.