بعد رحيل عبد الرزاق بوحارة رجل الإجماع الذي كان من المفترض أن يسير جبهة التحرير الوطني للمرحلة القادمة، يتداول في الوقت الراهن اسم كل من المجاهد والمنسق السابق لحركة التقويم والتأصيل الصالح قوجيل، ورئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق عمار سعداني لتولي منصب الأمانة العامة للأفالان بعد تزكية من أعضاء اللجنة المركزية للحزب خلال الدورة المقررة في الأيام القادمة. وحسب ما أكدته مصادر مطلعة ل”الفجر” فإن الحديث يدور عن المجاهد قوجيل عضو مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي لتولي منصب الأمانة العامة للحزب، لاعتبارات عديدة، كونه أحد عقال ومؤسسي الحزب، وصناع القرار به منذ زمن الأحادية إلى عصر التعددية، ويكفي أيضا أن الرجل كان هو من قاد حركة التقويم والتأصيل بمجرد تسجيل جماعة من المناضلين وجود انحرافات داخل الأفالان. قوجيل، معروف عنه مرونته في الحوارات السياسية وجمع الأجنحة المتصارعة، حيث قام بعقد عدة جولات حوار مع الأمين العام المسحوبة منه الثقة عبد العزيز بلخادم في السنة الأولى من تشكيل الحركة التقويمية، لكن جميع تلك الجولات باءت بالفشل بسبب تعنت الطرف الآخر. الاسم الثاني الذي يتداول حاليا لقيادة الجبهة هو رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق عمار سعداني، ويعتقد أن هذا الشخص مدعوم من محيط رئيس الجمهورية لشغل هذا المنصب، الذي كان يطمح إليه جاهدا خلال عقد المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني بالقاعة البيضوية، لكن آماله خابت حينها حتى في الظفر بمقعد في المكتب السياسي، بسبب سوابق تتعلق بفضائح فساد في القطاع الفلاحي، خاصة وأن سعداني لا يحظى بالإجماع ومنبوذ حتى في محافظته بولاية الوادي، التي يسير فرع منها وراء وزير السابق للتكوين المهني الهادي خالدي. ويبقى وقت الحسم هو الدورة القادمة للجنة المركزية التي ربما سيخرج خلالها مترشحون آخرون للعب دور أرانب فقط، لأن السلطة الفعلية لديها مرشحها لشغل هذا المنصب الحساس والمهم، باعتبار أن الأفالان ليس حزبا عاديا، وإنما جهاز بأتم معنى الكلمة.