جددت أمس وزارة الخارجية الأمريكية تحذير رعاياها من مخاطر السفر إلى الجزائر في ثاني تحذير خلال شهر واحد، بعد إشعار يعوض ذلك الذي كانت قد أصدرته في 19 جانفي الماضي، وهو الذي يتزامن مع سلسة اللقاءات الجزائريةالأمريكية وإشادة واشنطن بدور الجزائر في مكافحة الإرهاب. حذر بيان للدبلوماسية الأمريكية أصدرته في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول، مما أسمته ”خطر تنامي التهديدات الإرهابية وعمليات الاختطاف في الجزائر”، مشيرا إلى أن ”غالبية الهجمات الإرهابية، بما فيها التفجيرات وعمليات الاختطاف، تمت في المناطق الواقعة شرق وجنوبالجزائر العاصمة” على حد تعبيرها. ولم تتوقف الخارجية الأمريكية التي أذاعت تحذيرها عبر الموقع الإلكتروني لها عند حد ”التهويل” من الوضع الأمني السائد في الجزائر، بل زادت على ذلك بأن التنظيم الإرهابي لقاعدة المغرب ”ينشط فوق التراب الجزائري بأكمله”، مضيفة أنه أعلن مسؤوليته عن عملية الاختطاف التي وقعت في فبراير 2011 والتي تعرض لها مواطن إيطالي وسائقه الجزائري، وكذا تفجير إرهابي آخر في السنة ذاتها. ويظهر ”التحذير الثاني من نوعه” لواشنطن من السفر إلى الجزائر في ظرف شهر واحد ”ازدواجية” المواقف الأمريكية في التعاطي مع الراهن الأمني في الساحل، ففي الوقت الذي تشيد فيه بدور الجزائر في مكافحة الحركات الإرهابية، وقدرات الجيش الوطني في التصدي لهم، لاسيما عقب الاعتداء الإجرامي على منشأة للغاز بتيغنتورين تحذر ”في الجانب الآخر” من السفر إليها بالرفع من حالة التأهب الأمني. وفي هذا السياق، أوصت رعاياها بتجنب السفر برا في الجزائر والبقاء في الفنادق فقط، حيث يتم توفير الأمن الكافي حسب قولها. وحذرت الخارجية الأمريكية أيضا من الأنشطة الإرهابية لحركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا، التي تبنت الهجوم الانتحاري بواسطة سيارة مفخخة على قاعدة عسكرية بتمنراست، التي تقع على بعد 500 كلم جنوب غرب الجزائر العاصمة، مذكرة بأن ”منظمة مرتبطة بتنظيم القاعدة يقودها مختار بلمختار، كانت وراء الهجوم الأخير الذي استهدف منشأة عين أمناس للغاز، جنوبالجزائر، والذي تم خلاله احتجاز العشرات من المواطنين الجزائريين والغربيين كرهائن، عدد منهم تعرض للقتل، من بينهم ثلاثة أمريكيين”، كما أضاف المصدر. وخلص إلى أن ”مختار بلمختار، الذي ينشط بالمنطقة، ما يزال يشكل تهديدا”.