يزيد الإعلان عن إعدام الرهينة البريطانية من قبل مختطفيه في شمال مالي من الضغوط على حكومات المنطقة وخصوصا الجزائر التي تقاوم ضغوط القوى الغربية وخصوصا الأمريكية لتدويل قضية ''قاعدة المغرب الإسلامي''، من منطلق الشك في نوايا واشنطن من المسألة برمتها، خصوصا في ظل الدلائل المتوفرة بأن واشنطن لا تريد- كما فعلت في العراق- سوى تضخيم التهديدات والمخاطر للتدخل عسكريا ووضع قدم بصفة دائمة في المنطقة. وصدرت في الساعات الماضية تحاليل في بعض الصحف منها بريطانية، تشير كلها إلى أن نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة يشكل تهديدا حقيقيا للأمن الدولي. وكتب أحد المحللين في جريدة ''تايمز'' أن الحكومة الجزائرية تمكنت من دحر الجماعة السلفية في مناطق الشمال، لكن أنصار مختار بلمختار لازالوا ينشطون على طول الشريط الحدودي بين الجزائر ومالي، معززين الروابط مع متمردي الطوراق. في سياق متصل، وجهت كتابة الدولة الأمريكية غداة الإعلان عن إعدام رعية بريطاني كان محتجزا لدى إرهابيين في المنطقة تحذيرات للرعايا الأمريكيين من مخاطر السفر إلى مالي، طالبة منهم عدم التنقل إلى شمال البلاد بسبب استهداف الرعايا الأجانب في عمليات اختطاف. وقالت كتابة الدولة في تحذيرها الصادر أن تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي المصنف ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية في الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي أعلن نيته في استهداف مصالح غربية في المنطقة. وقالت واشنطن إن التنظيم يتخذ من شمال مالي مركزا لتنفيذ عملياته واستدلت في هذا السياق باختطاف سياح غربيين وكذا الهجوم على مركز عسكري موريتاني ومالي. كما أشارت إلى وجود مخاطر أيضا تتهدد الرعايا الأمريكيين في المنطقة بسبب النزاع الدائر بين الحكومة المالية والمعارضة التارفية ملمحة إلى وجود تقاطع بين الجماعات الإرهابية والمعارضة التارفية. وقالت واشنطن إن موظفي السفارة الأمريكية في مالي ملزمين بالحصول على ترخيص من قبل السفير قبل الانتقال إلى منطقة كيدال والمناطق المجاورة لها وقالت إن التحذير يمس حتى منطقة أيسكان بمقاطعة تمبكتو التي تحتضن سنويا مهرجان موسيقى الطوراف رغم بعدها عن مناطق التهديد.