زهرةُ نَرْد

أوزير: مَتى نَعود؟
هرمس: عندما يسقطَ الكلامُ على وجهِهِ، تكون الأيامُ كُراتٌ على الماءِ، والوقتُ يبرعمُ في الكف والمكانُ يوشكِ على الغناء.
هرمس:ما كُنهُ الصّوتْ؟
أوزير: لو مر ونحن مستيقظون فنحن قرب النور.
أوزير: هل من إشارة؟
هرمس: نَعَم، تسيلُ في الرّمْلِ هباءُ النجومِ البعيدةِ في الليل وتكمُنُ في تيهِ الأسرار المدفونةِ في الرّملِ.
نَعَم تصب كخلاءٍ مشغولٌ لتوّه بعشبة مَكرٍ سكرانة.
هرمس: كيفَ تَمزِجُ الرّيحُ هندسةَ الغَيمِ بالنّورِ، في الغسقِ، خيولُ الغيمِ الساربةُ كيف وهَجُ حروفها والمشقّةُ في عَينِ ناشبةٍ في الغروب؟
أوزير: الهاتف الهاتفة هكذا أبدا لا تقل من؟ أخيرا سمعت العين وربطت الصوت في حنجرة الغجر.
أوزير: ماذا عن النهاية عند الصوت والصخرة؟
هرمس: تخرجُ مِنَ النّارِ وترضعُ الرّيحُ ضراوتَها وتواطنها العلاماتُ، فتحليقُ صقرٍ ونشوبُ فرائسَ في المكان... هكذا حتّى تركض الأرضُ وترَمَيها بالقصب وتصقل أوراقها المواسِمْ، فيشتد عودُها وتجَدَلت الكلامَ بالكلامِ وتعقل خصرها لغمامةِ تسيرُ عكسَ الريحِ وتقولُ: عدتُ.
هرمس: أينَ تشرقُ غزالةُ الحواضِرِ وسِوارِ الأرض: إرَمُ؟
أوزير: في منعرج لا تأتي متمنطقة استطعت بعدها أن أرى الجوار، الجوار فيه ما بذرة صنوبر وجبل أطلس.
أوزير: أيسعفنا النظرُ إلى الآلاء؟
هرمس: يعاودُ الصوتُ فيرَقّ المَوجُ يدخل شاطئَ الحَجَر والأفقُ كِسفٌ تتعاشق، كذا لم يصبُ شيءٌ لِشيءٍ لكنّها الصّوَرُ نَضَجَت على رَعشِ الخطوات فتبحثُ لا تجِد، وجدتَ!
يُنادى: أدنُ، فيطلعَ النجمُ القريبُ، قِرنُ الثورِ الذي حمل العالمَ ونَفَرْ. فمادت الروحُ بجذورها.
هِرْمِس: مَن تَركَ بابَ البُرجِ مُشرعًا لتدخلَ المادّةُ في الروح؟
أوزير: نحن دوما نذهب نتكلم كلام الابن لأمه هناك ونعود ويشعل كل ذلك حرائقا في قلب اليقظة.
أوزير: كيفَ تطفئُ فضول كل تلكَ الأسئلة؟
هرمس: تُعزلُ فتتنامى شوكَتُها وتعلمُ الأبَدَ، يستبيحها المشي فتضربَ في البحرُ تطوف فتفطو وتنطفئ، وفيما أسمَعُ لها هسيسَ الحَجَرِ وغناءَ الماءِ تفرطَ الأيامُ ضفائرَها ويرد الوقتُ ماءَها وتزهرُ أمكنةُ الغِناء.
نص مشترك: الطيب لسلوس / محمد مجدي