تحول ملعب الأخوة دمان ذبيح بعين مليلة، مساء أمس الجمعة، إلى مسرح لأحداث عنف وشغب خطيرة، وذلك في أعقاب انتهاء مقابلة داربي الولاية الرابعة التي جمعت جمعية عين مليلة واتحاد الشاوية في إطار تسوية رزنامة بطولة القسم الوطني الثاني الهاوي لناحية الشرق بفوز مستحق لأبناء سيدي أرغيس بهدف من إمضاء اللاعب بلعطار في الشوط الثاني في الدقيقة ال74 مقابل لاشيء. فوز عزّز به أشبال المدرب الروماني انجليسكو رصيدهم من النقاط، حيث يحتلون الريادة بفارق جد مريح من النقاط عن الملاحق المباشر حمراء عنابة ب10 نقاط كاملة، ما يعني حسابياً ورسمياً تحقيقه للصعود إلى البطولة الاحترافية الثانية بداية من الموسم الكروي القادم، فيما تعقدت أمور أبناء قريون الذين أضحى السقوط يهددهم بشكل كبير وأكثر من أي وقت مضى.و لعلى هذه المعطيات والحسابات هي التي ساهمت بشكل كبير في اندلاع أحداث الشغب والعنف بعد انتهاء المباراة، حيث كانت صافرة الحكم التي أعلنت نهاية الداربي بمثابة إشارة انطلاق لمعارك حامية الوطيس في مدرجات الملعب بين أنصار جمعية عين مليلة واتحاد الشاوية من جهة وامتدت إلى أرضية ميدان الملعب الذي تمكن عدد من المناصرين من اقتحامه عنوة وتهجمّوا على لاعبّي الفريقين وطاقم التحكيم وحتى ضيوف المنصة الشرفية، ليقوم مناصرون آخرون برجم الملعب بعدد من الحجارة والقارورات البلاستيكية وكل شيء قابل للقذف، ما أدى إلى تسجيل عدد من الإصابات المتفاوتة الخطورة في صفوف عناصر الشرطة والمناصرين وحتى اللاعبين، ولعلى الأمر الذي صعّب من تحكّم مصالح الأمن في الأمور هو ذلك النقص العددي الكبير الملحوظ في عناصر الأمن وهو الشيء الذي كان بإمكانه أن يؤدي إلى انفلات كلي للأوضاع لولا أن ستر الله، حيث تمكن بعض المناصرين الذين كانوا في قمة الغضب والسخط من كسر الباب الرئيسي للملعب، وهو ما جعل الكثير من المناصرين المشاغبين يلجون الملعب بأعداد كبيرة جداً وكادت أن تحدث كارثة حقيقية، كما تم تسجيل إصابة عدد من ممثلي الصحافة الوطنية. “الفجر” التي كانت شاهد عيان على ما حدث علمت من مصادر أمنية وطبية متطابقة أن عدد الجرحى يقدر ب25 منها 8 في صفوف عناصر الشرطة و15 في صفوف مناصري الفريقين على حد سواء و3 إصابات في صفوف لاعبي الفريقين وقد تم نقل البعض من المصابين إلى مستشفى سليمان عميرات المحلي لتلقي الإسعافات اللازمة، هذا وقد بقي لاعبو الفريقين بمعية المدربين والمسيرين وطاقم التحكيم مسجونين داخل غرف الملابس لمدة ساعتين كاملتين وذلك بسبب أحداث الشغب ولم يتمكنوا من مغادرة الملعب إلا بعد أن هدأت الأوضاع وتم تفريق جموع المناصرين الغاضبين باستعمال القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه، كما تم تسجيل خسائر مادية معتبرة من خلال تحطيم زجاج السيارات وأبواب الملعب، كما تم تسجيل حالات سرقة مست عدد من الكرات والعتاد الرياضي بعد اقتحام بعض المشاغبين لمخزن العتاد الرياضي بالملعب.مصالح الأمن تمكنت من توقيف 11 عنصراً من المشاغبين.