والي قسنطينة: "المتهمان رجل وامرأة" هارون وإبراهيم خنقا في اليوم نفسه الذي ألقي بجثتيهما أكد، أمس، النائب العام لدى مجلس قضاء قسنطينة، محمد عبد اللي، أن الطفلين هارون وإبراهيم قتلا خنقا من قبل مجرمين اثنين، يقيمان بالمدينةالجديدة علي منجلي. أشار النائب العام في بيان رسمي تلاه أمام الصحفيين، تجنبا ”للغط وكثرة التأويلات دون المساس بسرية التحقيق”، كما قال إن النيابة العامة ومنذ إخطارها بالواقعة أصدرت تعليمات للضبطية القضائية من أجل تكثيف الأبحاث والتحريات، وبفضل التعاون الفعال وباستعمال الوسائل العلمية تم إلقاء القبض على متهمين اثنين مسبوقين قضائيا، اعترفا بارتكابهما جريمة القتل خنقا في حق الضحيتين، وذلك في اليوم نفسه الذي وجدت فيه جثتي الصغيرين إبراهيم وهارون بالوحدة الجوارية رقم 17، أي أول أمس الثلاثاء، مستطردا أن الفعل الإجرامي معزول ولا علاقة له بالجريمة المنظمة. لا وجود لأي ذبح أو تنكيل أو مساس بأي عضو من جسميهما وأشار النائب العام إلى أن ممثل النيابة تنقل شخصيا إلى مكان وجود الجثتين وكذا إلى مصلحة الطب الشرعي، حيث تبين أنه تم خنق الطفلين، وأنه لم يتم ذبح أو تشويه الطفلين أو التنكيل بجثتيهما أو المساس بأي عضو من أعضائهما الداخلية أو الخارجية، وأن الوفاة كانت نتيجة الخنق لاغير. وبدا النائب العام متحفظا إلى أقصى درجة، وهو يرد على أسئلة الصحفيين، حيث كان يكتفي في كل مرة بأن سرية التحقيق تستوجب عدم الدخول في التفاصيل، وأنه سيعلم الرأي العام من خلال وسائل الإعلام كلما طرأ جديد في التحقيق، مكتفيا بالقول إن المجرمين يقيمان بالقرب من مسكن الضحيتين، وأن الهدف أو الباعث من الناحية القانونية بخصوص قضية الحال سيثبت بالدليل العلمي، وسيطلع عليه الرأي العام في حينه، مشددا على ضرورة أن تسلط العدالة أقصى العقوبة في حق المجرمين، ولو أن بعض مصادر ”الفجر” أوردت أن القضية وراءها اعتداء جنسي من قبل وحشين بشريين، على طريقة ما حدث للصغير ياسر منذ سنوات قليلة بمدينة الخروب، حيث تبين أن جاره اختطفه واعتدى عليه قبل قتله ورميه أمام مسكنه. ومن حهته، أكد أمس المكلف بالإعلام على مستوى المستشفى الجامعي بقسنطينة النفساني عزيز كعبوش، أن إبراهيم وهارون أزهقت روحاهما خنقا، ولا وجود لأي أثر للتنكيل أو التشويه على الجثتين كما أشيع أول أمس. ”المتهمان رجل وامرأة” أفاد والي قسنطينة، نور الدين بدوي، أمس، أنه تم توقيف شخصين يشتبه بهما في مقتل الطفلين هارون وإبراهيم بقسنطينة. وقال بدوي في تصريح للقناة الإذاعية الأولى إن الأمر يتعلق برجل وامرأة أدليا باعترافاتهما الأولية بشأن الحادثة الأليمة التي هزت مشاعر كافة الجزائريين. توقيف الدراسة بكل المؤسسات التربوية بعلي منجلي توقفت أمس الدراسة بكل المؤسسات التربوية المتواجدة على مستوى المدينةالجديدة علي منجلي، حيث أغلقت المدارس والمتوسطات والثانويات، وبدت من خلال زيارة ”الفجر” مغلقة وسط حراسة مشددة. كما أفاد عدد من الأساتذة والمعلمين أن التلاميذ والمتمدرسين صاروا لا يركزون بتاتا مع الدروس، ولا حديث بينهم سوى عن هذه الفاجعة، كما أصيب العديد من التلاميذ، خاصة من كانوا يعرفون الصغيرين هارون بودايرة في مدرسة دهشار عمار بالمدينةالجديدة وإبراهيم بمدرسة ابتدائية في السمارة بحالات تأزم وهم بحاجة ماسة إلى نفسانيين ومساعدة من قبل الأولياء. مسيرات تضامنية بصوت واحد ”نريد القصاص” عاشت، أمس، قسنطينة على وقع مسيرات تضامنية مع الصغيرين الراحلين إبراهيم وهارون، حيث نظمت مسيرات في المدينةالجديدة علي منجلي، وبوسط مدينة قسنطينة وبالجامعة المركزية قسنطينة 1، حيث رفع مواطنون شعارات تطالب بالقصاص، وضرورة أن تسلط أقصى العقوبات على المجرمين، كما طالبوا بضرورة توفير الأمن، خاصة في الأماكن العمومية والتجمعات السكانية، ورفع المشاركون في هذه المسيرات صورا للطفلين إبراهيم وهارون، وكذا لمن سبقوهم من الأبرياء الذين قتلوا بوحشية على غرار شيماء وسندس وياسر. تخريب مقر أمن ومحلات، وجرح 3 شرطة وعون حماية وتخللت عملية العثور على جثتي الضحيتين، أول أمس عمليات شغب وعنف، حيث اعتدى منتفضون على مقر أمن حضري يتواجد بالقرب من الوحدة الجوارية رقم 18، أين يقيم الطفل إبراهيم، حيث أصيب عون حماية مدنية ”ب. رمزي” بجروح، نقل إلى مستشفى علي منجلي الذي استقبل أيضا 3 رجال أمن أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، وهم ”ب. هشام” 37 سنة، و”ب. محمد الطيب”، 31 سنة، و”م محمد الأمين”، 35 سنة، كما سجلت خسائر مادية أبرزها تحطيم شبه كلي لسيارة الحماية المدنية رونو ماستير، وتخريب مقر أمن وبعض المحلات المتواجدة بالناحية، ولولا التدخل الحازم لرجال الأمن بإطلاق عيارات نارية تحذيرية، واستعمال القنابل المسيلة للدموع لحدثت تجاوزات أخطر ليلة أول أمس. جنازة شبه رسمية ومقبرة زواغي لم تسع المشيّعين شيع ظهر أمس الصغيران هارون وإبراهيم إلى مثواهما الأخير بمقبرة زواغي، في جنازة شبه رسمية حضرها مسؤولون مدنيون وعسكريون ومواطنون جاؤوا من مختلف أنحاء عاصمة الشرق، وحتى من ولايات مجاورة على غرار ميلة وسكيكدة وأم البواقي. وامتلأت مقبرة زواغي بأعالي عين الباي عن آخرها، حيث لم تسع جموع المواطنين وسط أجواء حزن، وقبل ذلك تلقت عائلتا الفقيدين تعازي جموع المواطنين والأهل والجيران، كما حضرت الوزيرة سعاد بن جاب الله ممثلة للحكومة ووالي قسنطينة وعدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين إلى منزل الضحيتين لتقديم التعازي.