على هامش احتضان جامعة قسنطينة للمهرجان الطلابي الوطني للمونولوج في طبعته الثالثة، كانت ل”الفجر” دردشة قصيرة مع الفنان، نجم حصة الفهامة، سليم مجاهد المدعو “ألك”، الذي أسعد جمهوره القسنطيني بمونولوجاته المستوحاة من يومياتهم المعاشة، حيث كان له معنا هذا الحوار.. هل تعتبر الشارع الجزائري مادة دسمة لصياغة مواضيعك الفنية؟ طالما اتخذت من هموم الشارع الجزائري متنفسا لمونولوجاتي التي ترجمت إلى حد بعيد جميع المشاكل الاجتماعية على اختلاف طبيعتها وحدتها، فالمواضيع المقتبسة من الشارع تعطي دوما للمونولوج روحا حقيقية تجعله أكثر تحررا وأكثر تأثيرا في نفوس الجماهير على اختلاف شرائحها. هل يختار سليم ألك نصوصه المسرحية؟ لا أخفي عنك سرا، كلما كنت ارتجاليا كلما كنت أكثر راحة، فمعظم عروضي الناجحة لم أستعد لها مسبقا، لقد علمتني تجاربي على ركح المسرح أهمية مخاطبة الجمهور بتلقائية وبساطة، لأنه كذلك يستمتع إلى عروضي التي تثير الغبطة في نفسه دون أي مقدمات مسبقة، فمعظم تلك الأعمال التي استغرقت وقتا في تحضيرها لم تترك وقعها في نفوسهم وإنما منيت بالفشل، لذا أفضل الارتجال على خشبة المسرح وترك العنان لقريحتي بالتحدث. أكان لحصة الفهامة أثر إيجابي في صقل موهبة سليم مجاهد؟ أعتبر حصة الفهامة نقطة التحول التي غيرت مسار حياتي، لأنها ساعدتني بشكل كبير على البروز، فمن خلالها اكتسبت حب الجمهور الجزائري الذي لا يعرف المجاملة، فهي مدرسة منحتني الكثير بقدر ما منحتها. هل يتوّجب على “المونولوجيست” الغوص في زوايا المجتمع المعتمة من أجل إكسابها بعدا آخر؟ بطبيعة الحال، أعتقد أنه كما يتوجب على الفنان معالجة المواضيع المتصلة بحياة الناس العادية، يتطلب منه أيضا الغوص في زوايا وخبايا المجتمع من أجل تسليط الضوء على المحظور والمسموح منها، شريطة أن تكون المواضيع المنتقاة التي يتم تجسيدها في مونولوجات سهلة الاستيعاب لدى الجمهور، حفاظا على توازن المسرح الذي كثيرا ما عبر ببساطة أسلوبه عن حياة الشعوب. ما الذي يميز الجمهور الطلابي عن الجمهور العادي؟ من الصعوبة على أي فنان إرضاء النخبة من المجتمع، فالطلبة الجامعيون على ثقافة عالية عكس الجمهور العادي، فكلما جمعني لقاء مباشر بهم ازداد خوفي من قلة تفاعلهم وتعاطيهم مع عروضي، ليس خوفا من النقد ولكن خوفا من عدم مقدرتي على إرضائهم. هل يحدّد نجم الفهامة سقف أجره؟ أعترف لك أن نصف حفلاتي أقدمها بشكل مجاني، لقناعتي أن المال لا يحقق كل شيء، فالمهم عندي أن أتشاطر لحظات الفرح مع جمهوري المتعطش للتنفيس عن همومه، وأرى في عيونهم محبتهم لي التي لا تقدر بثمن. هلاّ أطلعت محبيك وعشاقك على مشاريعك المستقبلية؟ أنا بصدد إعداد برنامج ترفيهي وفني سيتم عرضه في الشبكة البرامجية الرمضانية، سواء عبر القنوات الفضائية الخاصة الجزائرية أوقنوات التلفزيون الجزائري. هذه الأمور لم تحدد بعد. وسأواصل مسيرة تقديم جملة من المواضيع السياسية ذات الصلة بأحداث الوطن العربي الأخيرة في قالب هزلي، حيث أعتبرها تكملة للحصة الفكاهية الفهامة التي اقتصر فيها حديثي على المواضيع الاجتماعية لا غير، متمنيا أن تلقى صدى واسعا لدى جمهوري، خاصة أنني لم أستعن بشكل مطلق بالنكت. بماذا يعد سليم جمهوره سنة احتضان قسنطينة عاصمة للثقافة العربية؟ أصدقك قولا أنا جد سعيد باختيار قسنطينة لاحتضان هذا الحدث الثقافي الكبير الذي يليق بمجدها وأصالتها الضاربة في عمق التاريخ، فهي مدينة يحاكي كل شبر فيها قصصا غطاها غبار الزمن الذي آن موعد نفضه عنها. أتمنى من كل قلبي أن تتم دعوتي من طرف المنظمين للمشاركة في هذه الفعاليات التي تزيدني شرفا وفخرا، إن شاء الله سيكون بجعبتي ما يسعد الجمهور. هل يصبو سليم مجاهد لبلوغ العالمية؟ صراحة أنا لا أفكر في الأمر مطلقا، فطموحاتي تتعلق بإرضاء جمهوري الجزائري الذي أحاطني بالكثير من الحب، صحيح كانت لي عدة زيارات للخارج وعلى وجه الخصوص لفرنسا، أين يوجد الكثير من المهاجرين الجزائريين، حيث أمتعهم بمنولوجاتي فوق خشبة المسرح، لكن لحد الساعة لم تراودني فكرة التوجه لجمهور أوسع غير الجمهور الجزائري، ربما لعدة اعتبارات من بينها إلمامي بالمواضيع التي تحاكي واقعهم المعاش، فليس من الممكن بما كان أن أخاطب جمهورا غريبا عن هموم وانشغالات أبناء جلدتي من الوطن الواحد. أتفكر في خوض أعمال سينمائية مستقبلا؟ أتمنى ذلك، كم أنا متشوق لخوض غمار العمل السينمائي الذي من شأنه أن يثري رصيدي الفني، فولوجي عالم السينما ستكون تجربة جديدة لها بالغ الأثر في حياتي الفنية المستقبلية، فأنا بانتظار العروض، وبطبيعة الحال يبقى الحكم للجمهور.