تفتقر مدينة الشلف إلى الكثير من المرافق الترفيهية والاجتماعية التي يمكن أن تكون مقصدا للعائلات خلال العطل المدرسية أو السنوية، حيث لا توجد فضاءات للترفيه معينة بعموم الولاية لقضاء ساعات من اليوم والاستراحة من تعب العمل، أو أماكن للترويح عن الأطفال، خصوصا في مناسبات العطل المدرسية والأسبوعية. وأدى التنامي الكبير إلى التوسع السكاني والعمراني بمدينة الشلف، إلى استغلال الكثير من المساحات الخضراء والغابية في مشاريع سكنية أو تجهيزات ومرافق عمومية، دون أدنى اعتبار للوسط البيئي الذي بقي مغيبا لعقود، الأمر الذي حول المدينة ورشة مغلقة. وحتى الحديقة العمومية المتواجدة بمركز المدينة، والتي أعيد مؤخرا افتتاحها بعد سنوات من أشغال التهيئة وإعادة الاعتبار، لم تعد تستهوي العائلات أو الراغبين في قضاء سويعات من الراحة والاسترخاء في الفضاء الطبيعي الذي يعود إلى سنوات، بسبب تردد المنحرفين واللصوص عليها والمختلين عقليا الذين وجدوا بهذا الفضاء الطبيعي ضالتهم في الاسترخاء والنوم، رغم تواجد بعض الهيئات شبه الرسمية بمحاذاة هذه الحديقة العمومية التي كانت تمثل إلى وقت قريب رئة المدينة. ولا يكاد يجد المواطن مساحة خضراء يستريح فيها عبر كافة تراب الولاية، وحتى المساحات الخضراء الموجودة حاليا معظمها تنقصها التهيئة والنظافة، الأمر الذي يجعل الولاية بعيدة كل البعد عن المعايير المعمول بها في مجال التهيئة العمرانية والتي تنص على ألا تقل المساحات الخضراء عن 10٪ من المساحات المبنية. كما لاحظت لجنة البيئة والتهيئة العمرانية بالمجلس الشعبي الولائي في آخر تقرير لها الانتشار العشوائي “للنفايات الهامدة” (تراب، حجارة وبقايا مواد بناء وأشغال حفر) بجانب الطرقات أو حتى وسط التجمعات السكنية، وذلك على حساب الأماكن المخصصة للمساحات الخضراء. وتعرف حديقة التسلية “أورنيو فيل” بوسط مدينة الشلف، إقبالا كبيرا من قبل العائلات التي تختار هذا الفضاء الطبيعي بعيدا عن ضوضاء المدينة وضغوط العمل، لأخذ قسط من الراحة وسط محيط طبيعي، فضلا عن كونه فضاء مميزا للأطفال لممارسة مختلف أنواع الألعاب المقامة بهذه الحديقة.