يطالب سكان قرية عين دالية ببلدية وادي العنب، في عنابة، السلطات العمومية بضرورة تهيئة قريتهم قبل العودة إليها، لأنها مازلت تفتقر لشروط الحياة الكريمة، بعد أن هجرهم الإرهاب إلى القرى المجاورة خلال سنة 94، حيث تعرضت ممتلكاتهم للحرق والتخريب، الأمر الذي دفعهم إلى النزوح الريفي والتمركز في بلدية وادي العنب من أجل البحث عن الأمن و الاستقرار. وقد أكدت نحو 50 عائلة متضررة من العشرية السوداء على ضرورة تعمير هذه القرية من خلال تسطير برامج فعلية وبعث مشاريع جوارية جديدة ، منها بناء سكنات ريفية وربطها بالكهرباء و الغاز، إلى جانب انجاز العديد من المشاريع المتعلقة مباشرة بتحسين الإطار المعيشي للعائلات، مثل إنجاز ابتدائية ومتوسطة وثانوية، بالإضافة إلى بناء ملعب، خاصة أن منطقة وادي العنب تتوفر على إمكانيات طبيعية هائلة خاصة فيما يتعلق بالشق الفلاحي. فمنطقة عين دالية لها مساحات شاسعة كانت تستغل في عملية الرعي والزراعة وتربية النحل والمواشي، إلى جانب تخصص المنطقة في صناعة الفخار والزرابي. وحسب مصالح بلدية واد ي العنب، فإن بعث برامج تنموية في مختلف القطاعات من شأنه تعزيز هذه المشاريع الجوارية، والتي ستساعد سكان عين الدالية على العودة إلى أراضيهم لكون المواطنين لايزالون متشبثين بأراضيهم، خاصة أن الدولة قد خصصت غلافا ماليا معتبرا من أجل تعزيز استقرار السكان بالأرياف. وحسب مصالح بلدية وادي العنب، فإنه تم الموافقة على تلبية كل انشغالات هذه العائلات، منها توفير المياه الشروب والكهرباء وكذلك بعث مشروع السكن الريفي. وقد اعتبر بعض المنتخبين مشروع إعادة إعمار القرى المهجورة بالسكان مكسبا لولاية عنابة، خاصة أن بلديتها الكبرى تعيش الفوضى والغليان الشعبي. كما سيشجع هذا المسعى سكان القرى المهجورة، خاصة تلك المتواجدة ببلديات التريعات وسرايدي وبرحال وحتى وادي العنب، على العودة مجددا لأرضيهم.