"زمن العقلاء في تونس إذا ذهب لن يعود" قال الرئيس التونسي منصف المرزوقي، إنه حاول تقريب وجهات النظر بين الجزائر والرباط لبناء الاتحاد المغاربي لكن خلافاتهما حالت دون ذلك، غير أنه لم بفقد الأمل في تحقيق الوحدة الاقتصادية والاجتماعية وبعدها يأتي الدور على السياسة، داعيا الحكام العرب في حديثه عن الربيع الذي عصف بالبلدان إلى ”التبيّن”. حذّر الرئيس التونسي في حوار مع قناة الجزيرة، ليلة أمس الأول، من حرب أهلية وثورة ثانية ضد العلمانيين في تونس إذا وصل هؤلاء إلى السلطة عن طريق القوة، ”إذا وصل العلمانيون المتطرفون إلى السلطة بانقلاب سيواجهون بثورة ”تنصب لهم المشانق وهذه الثورة لن ترحمهم ولن يكون هنالك عقلاء مثل مصطفى بن جعفر ومنصف المرزوقي وراشد الغنوشي الذين يدعون إلى الحوار والاعتدال والمصالحة الوطنية”، مشيرا إلى أن النهضة رغم أنها حصلت على الأغلبية في الانتخابات التشريعية تنازلت عن وزارات سيادية من أجل استقرار الوطن”. وأضاف المرزوقي، أن بعض الأطراف السياسية تحاول العبث بأمن واستقرار البلاد وإشعال فتيل الحرب الأهلية، وأن الشعب التونسي سيعاقبها في الانتخابات القادمة، مشددا على أن التطرف لم يعد حكرا على الإسلاميين والسلفيين فقط بل حتى العلمانيين، و”أن المجموعات المتطرفة دينيا هي نتيجة للفراغ الذي تركه تدمير الرئيس السابق بن علي للإسلام المعتدل، وأنّ هذا الفراغ تمّ ملؤه بالجماعات المتطرّفة التكفيرية والجهادية”. وعن حديثه عن الربيع العربي، وانتماء تونس ما بعد بن علي، قال رئيس الجمهورية المؤقت، مخاطبا الحكام العرب ”تبينوا” في إشارة إلى أن التغيرات يمكن أن تمتد إلى بلدان أخرى، مؤكدا ”أنه لا يمكن لتونس أن تتخلى عن انتمائها العربي الإسلامي والأورومتوسطي والإفريقي، لارتباط 80 بالمائة من الاقتصاد الوطني به وكذلك الفضاء الإفريقي مشيرا إلى أنّه تمّ إهمال هذا الفضاء وسيعمل على إعادة تونس إليه”. وحول العلاقات التونسية الفرنسية، قال المرزوقي، إنه رفض زيارة فرنسا في عهد ساركوزي بعد العرض الذي قدمه نيكولا لبن علي لتسليحه لقمع المعارضة، كمار يرفض الآن تسليح المعارضة السورية خوفا من مصير السلاح بعد نهاية الحرب ومخاطر الحرب الأهلية، لذا وجب الحوار. وعاد بذاكرته إلى الوراء، وما حدث بعد تسليم رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي للسلطات الليبية، ”عند سماعي بالخبر كتبت استقالتي وأنا في الطائرة، لأني شعرت بالإهانة ساعتها لكن فكرت بعدها في الفراغ السياسي الذي سينجم وخطره على البلاد في هذه الفترة”.